هالقد كتير.. بيكفي لم يعد بإمكاننا الاستمرار على هذا المنوال” عبارة من المؤكد انها تتكرر على لسان اكثر من مواطن في هذه الايام الصعبة والمصيرية.
“هالقد كتير” ان نستمر في خلافتنا على ابسط الأمور في البلد من القضايا الكبيرة الى الاكثر صغراً من دون ان يكون هناك أدنى حد من التوافق.
نحن نختلف حول اكبر جريمة في العصر الحديث وربما لم يشهد لها مثيلاً حتى في العصور الغابرة وهي مأساة مرفاً ييروت، فمنا من يرى ان هدم الاهراءات ضروروة ومنا من يعتبر ان تغييبها يعني التعتيم وطي ملف القضية من دون ان نصل الى حل وسطي لا يطمس الجريمة وبالوقت نفسه لا يعرض المنطقة لكارثة ثانية.
نحن نختلف على الوجود السوري في لبنان، فمنا من يعتبر انهم نازحون ومنا من يرى انهم يسابقوننا على لقمة عيشنا بوقاحة ويطالب بترحيلهم فوراً، فيما لم يحرك احد من المعنيين ساكناً للتواصل مع دولتهم الام وايجاد حل لوضعهم يكون مقبولاً قبل أن تصل الامور الى ما لا تحمد عقباه في دولة متفلتة كل الامور فيها.
نحن نختلف حول موضوع المصارف وحاكم مصرف لبنان فمنا من يعتبر ان المصارف بريئة وكذلك حاكم مصرف لبنان الذي لم يفعل الا ما طلبه منه اهل السلطة ومنا من يرى ان المصارف والحكام ارتكبوا جريمة عصر مالية واكلوا حقوق الاهالي من دون ان يرف لهم جفناً.
نحن نختلف على شكل الحكومة وعددها وحصص المسؤولين فيها فيما البلد على كف عفريت وربما لم يعد للانفجار الإجتماعي ترف استنزاف وقت التشكيل.
نحن نختلف وقبل اشهر قليلة من الاستحقاق الرئاسي حول اسم الرئيس العتيد وشكله ولونه وانتمائه وهل يجب ان يكون من هذا الفريق أو ذاك، ومنا من يرى ان الفراغ افضل من وصول رئيس لا ينتمي إلى خطه السياسي من دون أي اعتبار للأوضاع الصعبة والمريعة التي نمر بها والتي تقضي بالوصول الى توافق حول هذا الموضوع قبل ان ينهار البلد عن بكرة ابيه.
نحن نختلف ونختلف ونختلف ولم نعرف في حياتنا الا الخلافات التي أوصلت بلدنا الى الحالة التي هو عليها اليوم فيا ليتنا نتفق ولو لمرة واحدة على تغليب مصلحة وطننا على مصالحنا.
Related Posts