عندما يلعب المهزوم في الوقت الضائع!.. حسناء سعادة

عند كل استحقاق تكثر الاشاعات والتأويلات ومعها التحليلات ونبش القبور بهدف القضاء على الخصم وتسجيل نقاط في مرماه تجعله يخرج من الملعب بهزيمة او اقله بتعادل سلبي على قاعدة “علييّ وعلى خصومي يا رب” واحياناً “علييّ وعلى حلفائي” عملاً بمقولة من بعدي الطوفان.
على ابواب الاستحقاق الرئاسي ينشط اللاعبون في الوقت الضائع مع استخدام كل التكتيات التي تقتضيها المباراة لجهة الركض في كل الاتجاهات وتبديل تكتيك اللعب وتغيير الاستراتيجيات توسلا لهدف ذهبي يؤدي الى قلب النتيجة ولو بات اللعب على المكشوف، فبرأي البعض الغاية تبرر الوسيلة.
من المعروف ان الوقت الضائع هو من اصعب الاوقات على المهزوم بحيث يعتبر ان هذا الوقت هو فرصته الاخيرة، وبالتالي يحاول استغلال كل ثانية في توجيه الركلات وفي الاستحواذ على الكرة عسى وعل يصيب هدفاً ما يدفعه احياناً كثيرة الى ارتكاب هفوات والتصرف بخشونة وعنف واحياناً برعونة وهو لو تمكن من اللعب بطريقة صحيحة في الوقت الصحيح ومنذ بدء المباراة لما بات على قاب ثوان قليلة من الهزيمة.
كما في الرياضة كذلك في السياسة فالبعض لا يستفيق الا في الوقت الضائع ويتناسى انه شارك في المباراة منذ بدايتها وسمح بادخال الاهداف السهلة الى شباكه عبر تعنته ولعبه منفرداً والقوطبة على رفاقه اللاعبين فتأتي صفارة الحكم لتذكره بانه على بعد وقت قليل جداً من استحقاق اساسي ورئيسي وانه سيكون خارج اللعبة ان لم يسارع الى تدبر اموره والمباشرة بلقاءات علنية وسرية لقلب النتيجة وقطع طريق الفوز على خصومه سواء عبر تصويرهم غير مستحقين او عبر تسليط الضوء على “فولات” لمنافسيه وكأن الحكام والجمهور لا يتابعون المباراة بدقة أو كأن الذاكرة الشعبية ضعيفة.
لا هدف نظيف في ادارة شؤون البلد، ولا اهداف سهلة في متابعة امور الناس التي باتت على قاب ايام قليلة من مجاعة وعتمة وموت محتم من نقص الادوية والمعدات الطبية ومن الذل على ابواب المصارف ومن نقص فرص العمل فكيف بإمكانهم ان يستمروا في اللعب رغم كارت التقصير الاحمر المرفوع من قبل المواطن في وجه سلطة سارت به الى جهنم ومن دون حياء او خجل؟!.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal