عن مهنة الرسالة والسلطة الرابعة!!… حسناء سعادة

عن مهنة ليست ككل المهن اكتب، يقولون انها رسالة، وثمة من يقول انها سلطة رابعة، والبعض يعتبرها صوت الناس ولكنها في النهاية مهنة جاحدة بحق محترفيها لاسيما الاعلاميات.

اولاً لانه ما ان يغيب الاعلامي او الاعلامية عن الاضواء او الكتابة يختفي الوهج ويصبح عند الذين جف حبر قلمه بنقل اخبارهم ونشاطاتهم كأنه لم يكن وبالكاد يتذكرونه.

ثانياً لانه حتى الامس القريب كانت نقابتهم في سبات عميق فباتت المهنة تضم ما هب ودب وبات من يخربش بعض الكلمات يُطلق على نفسه صفة الاعلامي من دون حسيب او رقيب وباتت الأخلاق الاعلامية لزوم ما لا يلزم عند البعض.

ثالثاً ما ان يبلغ الإعلامي عمراً معيناً ويتجه نحو التقاعد، علماً أن لا سن للتقاعد في مهنتنا، يجد نفسه من دون مدخول واحياناً يتسول دخوله الى المستشفى للمعالجة بغياب اي تعويص لنهاية خدمة او ضمان اجتماعي.

رابعاً إذا اراد ان يكون موضوعياً ويكتب بشفافية عن امر ما تبدأ الجهة المتضررة بتسييس الموضوع واتهامه بالانتماء للجهة المقابلة وانه يضرب بسيفها من دون تمييز بين ابن المهنة او المنتفع منها.

خامساً اذا جد وتعب الاعلامي واكل خبزه بعرق جبينه وتمكن من ادخار ما يقيه شر العوز تبدأ الالسنة الطويلة بالتساؤل عن سبب نعمته ومن اين له هذا وكأن من المعيب ان يكون الاعلامي مقتدراً الا عبر شراء ذمته.

عشت رسالتي الاعلامية في طرابلس والشمال من البترون الى بشري وزغرتا والكورة والضنية ناقلة هموم الناس واوجاعهم، افراحهم وقضاياهم، اخبار السياسيين ونشاطاتهم، وضعت دمي على كفي بتغطيات احداث نهر البارد الى حرب تموز مرورا بالاشتباكات بين الجبل والتبانة الى محطات اخرى كثيرة ليس اخرها الانفجارات الدموية.

قد يقول البعض ما مناسبة هذا الكلام اليوم؟ جوابي وانا على مشارف التقاعد من مهنة البحث عن المتاعب ان هفوة جمعية المشاريع بعدم تكريم الاعلاميات واقتصار الدروع على الاعلاميين، اكانت مقصودة او عن غير قصد استفزتني وشكرت ربي الف مرة انني وبسبب ظرف طارىء اعتذرت عن الحضور والا غالباً لكنت انسحبت احتجاجاً ليس توقاً لدرع، فما اكثرها في منزلي مع الشكر لكل من قدمها، انما لسلوك غير مقبول لجمعية لطالما كنا نحن الاعلاميات سباقات في تسليط الاضواء على نشاطاتها.

بالفعل مهنتنا مجحفة ولكن الاصعب ان يكون هناك من هو اجحف بحقك من مهنتك فإن كانت الجمعية تنبهت لغلطتها فمصيبة لانها لطالما اشتهرت بحسن التنظيم وان لم تكن انتبهت فتلك مصيبة اكبر.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal