هدأت عاصفة الانتخابات، وباتت رياح التخوين والمواجهة والتجييش ومعها كل ادوات التحدي واستقطاب الناخبين وراء الجميع الذين اعلنوا ان الواقع الراهن يستدعي معالجة سريعة، فعسى ان تصدق هذه الاقوال وتتحول الى افعال.
اما بعد وفي قراءة متأنية لنتائج الانتخابات وفي حسابات الربح والخسارة في دائرة الشمال الثالثة يبدو ان الجميع خرج من المعركة الطاحنة بفوز نسبي وخسارة مقبولة بحيث ما من فائز بالمطلق وما من خاسر بصورة كاملة.
وفي متابعة دقيقة فان الإنتخابات في هذه الدائرة سمحت للوائح خمس من اصل سبع لوائح من اكمال السباق الانتخابي وتخطي عتبة الحواصل والتمكن من ايصال مرشحين من ضمنها الى البرلمان، وهذه اللوائح هي لائحة “نبض الجمهورية القوية” التي تضم مرشحي القوات اللبنانية، “وحدة الشمال” التي تضم مرشحي المرده الى سليم سعادة ووليام طوق، لائحة “قادرين نغيّر” للتيار الوطني الحر، لائحة “شمال المواجهة” التي تضم حركة الاستقلال وحزب الكتائب وجواد بولس ومجد حرب، ولائحة “شمالنا” التي تضم مرشحين من اسس وقوى الثورة.
تمكنت القوات اللبنانية من الاحتفاظ بثلاثة مقاعد الا ان توزيعها تغير إذ اُعيد الاعتبار للاصوات الوازنة التي نالها في الكورة فادي كرم وتمكن هذه الدورة من ولوج عتبة البرلمان عبرها، فيما كانت الخسارة مدوية في عقر دار القوات في بشري بفقدانها لمقعد جوزيف اسحق وهذا يوازي فوزها ما يعني ان ميزان الربح والخسارة متعادل لاسيما ان المقعد ذهب الى ابن عم ستريدا طوق وليام طوق من لائحة “وحدة الشمال”.
اما في ما يخص المرده فقد خسر مقعدين قياساً للدورة السابقة التي حصد خلالها اربعة مقاعد الا انه ونسبة لتحالفاته لا يعد ذلك خسارة بالمعنى الحرفي، حيث كان في الدورة الماضية متحالفاً مع بطرس حرب في البترون وهذا لم يحصل هذه الدورة، كما كان متحالفاً مع الحزب القومي في الكورة فيما هذا الحزب انقسمت اصواته بين مرشحين في عرينه هما سليم سعادة ووليد العازار ما ادى الى عدم فوز الاثنين وقطع طريق فادي غصن الى البرلمان، كما ان خسارة المرده لمقعد اسطفان الدويهي في زغرتا عوضها بفوز لائحة وحدة الشمال بمقعد بشري الذي تربع عليه وليام طوق بتحالف نظيف لم يتخلله اي “فاول”، وهذا في حسابات الربح والخسارة يعتبر فوزاً مدوياً، ما يعني ان “المرده” وان تراجعت مقاعده الا ان فوزه في معركة خيضت بكامل الاسلحة الانتخابية المسموحة وغير المسموحة ضده يسجل له لاسيما ان اصواته لامست عتبة الحاصل الثالث.
اما من ناحية التيار الوطني الحر فقد حافظ على مقعديه في البترون والكورة وهذا يعتبر فوز لافت نسبة للشعارات التي رفعت في وجهه وعملية التخوين المنظمة ضده فيما يعتبر تراجع عدد اصواته قياساً بالدورة السابقة من ضمن حساب الخسارة المقبولة.
بالانتقال الى لائحة “شمال المواجهة” فقد تمكنت بالفعل من المواجهة فائزة بمقعدين ومسجلة فوزاً في زغرتا لميشال معوض باصوات وازنة حيث حل الاول بعدد الاصوات انما في ميزان الربح والخسارة فإن تحالفه مع مجد حرب وحزب الكتائب وجواد بولس كان يجب ان يحصد للائحته ثلاثة حواصل على الاقل، لكنه إكتفى بحاصلين حيث ذهب الحاصل الثاني الى النائب أديب عبدالمسيح في الكورة.
اما من جهة لائحة “شمالنا” فقد تمكنت من حصد حاصل وهذا فوز حقيقي ولكن نسبة لتسونامي رياح التغيير التي عصفت لاسيما في صفوف الشباب كان فوزها ليكون كاملاً لو تخطت المقعدين في هذه الدائرة.
Related Posts