إنتخابات دائرة الشمال الثالثة.. تؤسس لمرحلة الانتخابات الرئاسية… حسناء سعادة

عشية الانتخابات النيابية وقبل ساعات معدودة من فتح صناديق الاقتراع لا يبدو المشهد مألوفاً في دائرة الشمال الثالثة كما في كل انتخابات.

عدة عوامل ارخت بثقلها على هذا الاستحقاق الذي يعتبره كل طرف مفصليا، فالبعض يتصرف على اساس انه الاستحقاق التمهيدي لاستحقاق اكبر كون المجلس النيابي الجديد هو الذي سيصوت لرئيس الجمهورية، فيما البعض الاخر يرى فيه فرصة للتغيير وادخال وجوه جديدة الى البرلمان وتشكيل كتلة معارضة وسط ضائقة اقتصادية غير مسبوقة ووسط تململ واسع في صفوف المواطن اللبناني الذي عانى في السنتين الماضيتين من كابوس الكورونا ومعه كابوس القلة والجوع الى كابوس ضياع جنى عمره في المصارف اذ لا يعلم حتى الساعة ما مصير ودائعه.

في ظل كل هذه العوامل مجتمعة، فضّل بعض المرشحين محاكاة عقول الناس ووجعهم مبتعدين عن الشعبوية والتجييش الانتخابي فيما اختار اخرون سلوك اللعب على كل الاوتار من طائفية الى اقتصادية فإجتماعية وصولاٍ الى اللعب على وتر المناطقية الضيقة لاسيما ان كل الاسلحة الانتخابية متاحة وتعتبر من عدة الشغل الرئيسية.

ماذا يجري في دائرة الشمال الثالثة وما حظوظ كل مرشح؟ سؤال يُطرح لاسيما ان معظم المرشحين لم يعتمدوا الطرق التقليدية في الترويج لانفسهم فغابت وفرة الاعلام واليافطات والصور وحلت مكانها التغريدات والاطلالات التلفزيونية المسبقة الدفع، فيما شعارات المعركة عند البعض تخطت حدود الدائرة لتطال القريب والبعيد الا ان الجامع المشترك بين مختلف اللوائح هو الاعتماد على السوشيل ميديا للترويج وحث الناخب على التوجه الى صناديق الاقتراع بالترافق مع زيارات ولقاءات مصغرة مع الاهالي لشد العصب وعدم الاستهتار اذ حسب القانون المعتمد ” بتفرق على صوت”.

اما حظوظ المرشحين فالثابت حتى الساعة حجز مقعد زغرتاوي لطوني فرنجيه واخر بشراوي لستريدا جعجع الى ثالث بتروني لجبران باسيل مع ارجحية في الكورة للفاديين غصن وكرم، وأيضا قد يكون هناك مفاجأة يفجرها أديب عبدالمسيح،

وكان المرشحون وقبل ان يرخي الصمت الانتخابي بثقله عليهم جادوا في التجييش فيما ماكيناتهم الانتخابية تعمل على قدم وساق لحصد النسبة الاكبر من الاصوات بحيث شهدت دارة المرشح المنسحب النائب والوزير السابق سليم كرم عجقة زوار من تيارات مختلفة للوقوف على خاطره وحصد دعمه ودعم انصاره الا ان المأدبة التي جمعته مع رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه والنائب طوني فرنجيه في دارة رئيس بلدية زغرتا اهدن كانت لها دلالاتها السياسية واللبيب من الاشارة يفهم.

غداً يتوجه الناخبون في الدائرة الثالثة الى صناديق الاقتراع مثلهم مثل بقية الناخبين في لبنان الا ان لهذه الدائرة نكهتها الخاصة الرئاسية بامتياز اذ تضم بين اقضيتها اكثر من طامح رئاسي وبالتالي فإن 15 ايار سيشكل بداية مرحلة جديدة لاكثر من طرف في هذه الدائرة قوامها الانتخابات الرئاسية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal