عون يتجه نحو إلغاء الحوار.. وما هي أسباب توتر باسيل؟… غسان ريفي

منذ إنطلاق عهده في العام 2016، دعا رئيس الجمهورية ميشال عون ثلاث مرات لعقد طاولة حوار، الأولى في العام 2018 تحت عنوان: “الاستراتيجية الدفاعية” ولم يُكتب لها أن تُعقد، والثانية قبل نحو شهرين من إنطلاق ثورة 17 تشرين الأول 2019، للبحث في الأزمة الاقتصادية فعُقدت من دون أن تُحقق أهدافها أو أن تُنفذ مقرراتها التي تلاشت مع إجتياح اللبنانيين للساحات والشوارع مطالبين باسقاط المنظومة السياسية، والثالثة هي تلك التي يعمل عليها حاليا، وتحمل عناوين: “اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، الاستراتيجية الدفاعية، وخطة التعافي الاقتصادي”، من دون أن تلوح في الأفق بوادر إيجابية حول إلتآمها في ظل مقاطعة صريحة لقوى سياسية معارضة للعهد، وإعلان مشاركة من القوى الحليفة بعضها عن غير إقتناع وبعضها الآخر على مضض.

أمام هذا الواقع، تشير المعلومات الى أن الرئيس عون يتجه نحو إلغاء طاولة الحوار، بعدما أخفق في جمع عناصرها التي وبغض النظر عن البنود المطروحة على جدول أعمالها، كان يهدف من ورائها الى تعويم العهد، وفك العزلة السياسية عن قصر بعبدا، وإعطاء جرعة معنوية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عشية الانتخابات النيابية والذي فشل أيضا في إقناع عون بعقد الطاولة بمن حضر، فخرج من اللقاء معه متوترا، وأعاد كرّة الهجوم على حزب الله ربما لأنه نأى بنفسه عن ممارسة أي ضغط لانجاح الحوار، ولم يبذل جهدا لاقناع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي أطلق بمقاطعته رصاصة الرحمة على الحوار.

كان لافتا، أنه بعد كل الايجابيات التي أبداها حزب الله تجاه باسيل والتيار الوطني الحر، وتجاوزه لكل الانتقادات القاسية التي تعرض لها من عشاء البترون المسرب إعلاميا الى المؤتمر الصحافي ثاني أيام العام الجديد، لم يتوان باسيل عن الهجوم مجددا على حزب الله أمس، الأمر الذي ترك تساؤلات عدة حول تعاطي الحزب مع مواقفه ومواقف نواب التيار الذين تناوبوا خلال الأيام الماضية على مهاجمة الحزب ومحاولة دق الأسافين بينه وبين الرئيس نبيه بري.

لا شك في أن باسيل هو الخاسر الأكبر حتى الآن، فهو خسر معركة المجلس الدستوري ولم تنجح مساعيه الرامية الى تحييد قوى الاغتراب عن المشاركة في الانتخابات بسقوط إقتراح الدائرة 16 عبر اللاقرار الذي تم إعلانه، كما يتجه لخسارة طاولة الحوار التي كان يعول عليها في تعويم نفسه شعبيا وإنتخابيا، إضافة الى خسارته بالنقاط أمام القوات اللبنانية التي لم تتعاط مع دعوة الرئيس عون الى الحوار وإعتبرتها غير موجودة.

لكن الخسارة الأكبر لباسيل بحسب المعطيات، كانت أمام سليمان فرنجية الذي قدم نفسه كرجل دولة حريص على مقام رئاسة الجمهورية فتجاوز كل الخلافات والاساءات البرتقالية، ولبى دعوة الرئيس عون، وأعطى تعليلا منطقيا لعدم مشاركته لكون الحوار يُفترض أن يكون بين مختلفين، وبما أن المعارضين إعتذروا أو قاطعوا فإن هذا الحوار يصبح من دون جدوى.

كما قطع فرنجية الشك باليقين عندما أقفل الباب على أي تحالف مع باسيل في الانتخابات المقبلة، وهو رد بذلك على كثير من التحليلات التي تناولت حرص حزب الله على ترتيب البيت الداخلي لحلفائه بما ذلك رأب الصدع بين فرنجية وباسيل الذي بات واضحا أنه سيخوض الاستحقاق بمفرده من دون حليف.

لذلك، تشير بعض المصادر الى أن باسيل حاول من خلال إنتقاد حزب الله مجددا ضرب عصفورين بحجر واحد، الأول كموقف عتب لعدم الضغط على فرنجية للمشاركة في طاولة الحوار ولتليين موقفه تجاه التحالف معه، والثاني الاستفادة من ذلك بخطب ود الشارع المسيحي.

وتقول هذه المصادر: بعدما بات الحوار شبه ملغى، من المفترض أن يبذل المعنيون الجهود من أجل تفعيل العمل الحكومي وإستئناف جلسات مجلس الوزراء كونها تشكل خشبة الخلاص للبلاد التي لم تعد تحتمل أي نوع من التعطيل!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal