جمعية بحنين في سيدني – أوستراليا.. خلية نحل لتقديم الخدمات للبنان المغترب والمقيم..

سيدني – سفير الشمال

تخدم جمعية بحنين منذ اكثر من اربعين عاما في سيدني – أوستراليا ضمن مجالين اساسيين، الاول لابناء الجالية في اوستراليا من خلال مراكزها التي تقدم خدمات مجانية لهم على الصعيد الاجتماعي والاداري المتعلق بالدولة والتعليمي والترفيهي والرياضي والاغاثي، والثاني للعائلات اللبنانية من خلال المساعدات الدوائية والاستشفائية وتنفيذ بعض المشاريع لتحسين الواقع التربوي واهمها اعادة تأهيل مدرسة بحنين الرسمية المهملة منذ العام 1963.
في جمعية بحنين الممتدة على خمسة مراكز خلية نحل لا تهدأ، من مكاتب الاستقبال التي تستمع الى طلبات ابناء الجالية وتوزعهم على القطاعات المعنية بالخدمات المطلوبة، الى صفوف تعليم اللغة الانكليزية الى دورات تأهيل في كيفية تقديم طلبات الحصول على الاقامة الدائمة ومن ثم الجنسية الاوسترالية، الى القاعة الرياضية التي تستقبل محبي الالعاب، الى مركز الترفيهي لاطفال النساء العاملات، الى اقسام الادارة العامة والسكرتيريا والمحاسبة التي تقدم جهدا مشكورا يعتمد على التنظيم والمكننة والشفافية التي تجعل جمعية بحنين محط ثقة الوزارات المعنية التي تعمل على مساعدتها في تنفيذ مشاريعها.
يجول رئيس جمعية بحنين الحاج عارف غمراوي على مراكز الجمعية يوميا حيث يشرف على سير العمل ويشجع الموظفين على مزيد من العطاء ويستقبل الزوار بابتسامة تعطي دفعا لسائر اعضاء الهيئة الادارية الذين تعاقبوا على المسؤولية منذ تأسيسها عام 1974 وبشكل تطوعي ومجاني حيث يدفعهم الى العمل حبهم بالعطاء ومساعدة الآخرين.
جريدة سفير الشمال جالت في مراكز جمعية بحنين والتقت رئيسها الحاج عارف غمراوي الذي عرض لها تاريخ الجمعية فقال: تأسست جمعية بحنين في العام 1974 على يد شباب لم يكن عددهم يتعدى اصابع اليدين، وكان الهدف منها مساعدة اهلنا وجمع بعضنا البعض لتشكيل قوة وازنة ضمن الجالية اللبنانية.
خلال الحرب اللبنانية هاجر العديد من ابناء بحنين الى سيدني في أوستراليا فازداد عددهم لا سيما بين عامي 1976 و 1977 وهؤلاء الشباب المهاجرين كانوا يمتلكون رؤية وشغف بالعمل فقاموا بتوسيع نشاط الجمعية التي تسجلت وحصلت على ترخيص من قبل الدولة الاوسترالية في العام 1978 وترافق ذلك مع استئجار مركز للجمعية لعقد الاجتماعات واقامة النشاطات، وذلك وصولا الى العام 1982 حيث قمنا بشراء اول مركز للجمعية وكان يضم قاعة تم استخدامها لاستقبال المناسبات الاجتماعية المختلفة من دون مقابل.
ويضيف غمراوي: اثبتت جمعية بحنين حضورها في تلك الفترة ولفتت انظار الدولة الاسترالية التي قدمت لها منحة استخدمت في توظيف شخص لمساعدة اهلنا القادمين من لبنان على تقديم طلبات الاقامة الدائمة والجنسية وعلى تعلم اللغة الانكليزية، ثم حصلت الجمعية على منحة ثانية من الشؤون الاجتماعية ومن ثم من دائرة الهجرة، الامر الذي منحنا القدرة على تطوير عملنا وتوسيع مساحته الى ان وصلنا اليوم الى خمسة مراكز تعمل جميعها في الخدمات العامة.
ويتابع غمراوي: قمنا بتوسيع خدمات مراكز جمعية بحنين الى خارج منطقتنا وأنشأنا مركز غرب سيدني للخدمات الاجتماعية وهو يغطي اليوم اكبر منطقة في سيدني تحتضن ابناء الجالية اللبنانية، ونستعد اليوم لتنفيذ مشروع هام لمساعدة اصحاب الاحتياجات الخاصة واقامة الدورات لتعليم اللغة الانكليزية، فضلا عن عملنا على مشروع لانشاء مركز للعناية بالمسنين وتقديم الخدمات الصحية والطبية والرعائية لهم.
وردا على سؤال يقول غمراوي: كل هذه المشاريع لا تمنعنا ولا تحول دون اهتمامنا بأهلنا في لبنان الذين يحتاجون الى كل انواع المساعدة خصوصا في ظل الازمة الراهنة التي لم تبق طبقة وسطى بل قسمت المجتمع الى اقلية غنية واغلبية فقيرة او معدومة، وهذا الامر يرتب علينا مهمات جديدة حيث نتلقى طلبات على مدار الساعة لتأمين المساعدات الصحية والاستشفائية والاجتماعية والغذائية، وهناك مشروع نعمل عليه هو إعادة تأهيل مدرسة بحنين الرسمية التي لم تشهد اي تأهيل منذ العام 1963، وعندما زرناها اطلعنا على حالتها المأساوية سواء في البنى التحتية او الجدران والمقاعد وهي المدرسة الرسمية الوحيدة في المنطقة واحتضنت ابناء الفقراء، فقمنا بتأمين طاقة شمسية لها لتوفير الكهرباء فيها على مدار الساعة، ووضعنا فلاتر المياه، واعدنا تاهيل البنى التحتية ودهن الجدران ونحن نحتاج الى اشهر قليلة لانجاز المشروع بكامله اي في فترة اقصاها الصيف المقبل.
وردا على سؤال حول انحصار خدمات الجمعية ببلدة بحنين فقط، يقول غمراوي: إن اهتمامنا الاساسي ينصب على بلدة بحنين التي تحمل جمعيتنا اسمها، لكننا نتلقى طلبات من مناطق اخرى سواء في لبنان او في أوستراليا ونسارع طبعا الى تلبيتها.
ويختم غمراوي: نحن نحرص على التكامل مع سائر الجمعيات التي نشد على يدها خصوصا ان كل منها يقوم بعمل جيد ونحن نساعد بعضنا بعضا ونشد أزر بعضنا بعضا حيث نتعاون مع اتحاد ابناء الشمال برئاسة الحاج حسان مرحبا وهو ايضا يتعاون معنا، ومع سائر الجمعيات ايضا، علما اننا كأعضاء في ادارة جمعية بحنين نعمل بشكل تطوعي من دون مقابل، ونتفرغ لهذا العمل وتقدم من جهدنا ووقتنا من اجل خدمة ومساعدة اهلنا، وبما اننا سنبقى في هذا البلد ونسعى الى تسليم الراية لجيل الشباب نفكر جديا في مشروع لبناء شقق سكنية تساعد على التمويل الذاتي للجمعية عبر تأجيرها ما يخفف عن كاهلنا الكثير من الاعباء ويؤمن ديمومة عمل الخير لجمعية بحنين.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal