رمضان سيدني.. تعدد في الطقوس والتقاليد بتناغم وإنسجام.. وشارع هولدن يتألق بإحتفالاته!… ندين شعار

إستقبل المسلمون حول العالم شهر رمضان المبارك أفضل إستقبال يليق بالضيف الكريم، الذي يحمل معه معان إيمانية روحانية سامية.

في رمضان تسود الإلفة والمحبة والتسامح، والتقرب أكثر من الله سبحانه وتعالى، والتقارب بين الأهل والأقارب والأصدقاء. هو شهر صلة الرحم وشهر الخير والعطاء.

يعد شهر رمضان الكريم، حالة مميزة يعيشها ليس فقط المسلمون فحسب، إنما المجتمع بأكمله في جميع بقاع الدنيا، حيث لكل بلد عادات وتقاليد مختلفة لجهة الإحتفالات بشهر الصوم.

دعونا نتحدث اليوم عن إحتفالات شهر رمضان في المقلب الآخر من الكرة الأرضية. ففي القارة الأوسترالية البعيدة، حيث يقطن ملايين المسلمين الذين ما زالوا يمارسون طقوسهم الدينية، بالإضافة إلى عاداتهم وتقاليدهم المتوارثة التي أتوا بها من بلادهم.

في أوستراليا ، بلد التعدد الثقافي، تعيش الشعوب في تناغم وإنسجام، ضمن جو يسوده الإحترام لحكومة هذا البلد التي تسمح بممارسة كل الشعائر بكل حرية.

أما بالنسبة للأجواء الرمضانية التي تقام في سيدني وتحديداً في شارع هولدن في منطقة لاكمبا، حيث إتخذ هذا الحي شهرة رمضانية واسعة، على مستوى كل القارة وربما العالم.

يبدأ أبناء الجالية الاسلامية بالتحضير لشهر رمضان قبل قدومه بعدة أسابيع، بحجز مواقعهم في هذا الحي، وتحضير أكشاك الأطعمة على مختلف أنواعها، ويتسابقون لتقديم الأفضل بأجواء رائعة تسحر الزائرين من مختلف الجنسيات الأجنبية والعربية، حيث يقارب عدد الزوار خلال رمضان المليون نسمة. يأتون من المناطق البعيدة بقصد التعرف على عادات هذا الشهر، وليتذوقوا أشهى المأكولات والحلويات والمشروبات الخاصة التي يتميز بها شهر رمضان عن باقي شهور السنة.

يرتدي شارع هولدن حلة وزينة رمضانية جميلة، تدخل البهجة الى القلوب، وينتشر فيه عددا كبيرا من المحلات والأكشاك، التي تقدم أنواعا مختلفة من الأطعمة ومن بينها “برغر لحم الجمل” التي باتت محببة ومرغوبة لدى البعض من العرب والأجانب، كذلك يتم عرض مأكولات شهيرة من دول جنوب آسيا، إضافة الى البوظة والحلاوة الأردنية مع الفستق الحلبي التي تحلو للكبار قبل الصغار.

والأبرز على الساحة هي الكعكة اللبنانية اللذيذة بطعمها ورائحتها الذكية، حيث يتوقف كل المارة عندها. ولا ننسى المنقوشة اللبنانية على الصاج والفلافل وعرانيس الذرة المشوية والسحلب والليموناضة، ولا بد من التحلاية بالكنافة النابلسية الفلسطنية، ولتختم جولات الزوار بعبق رائحة القهوة اللبنانية التي تملأ المكان.

رغم البعد الجغرافي للقارة الأوسترالية، إلا أن الشعوب فيها تعيش في تناغم وإلفة مع بعضها البعض، والكل يمارس عاداته وتقاليده بكل فخر وحرية تامة.

أصبح شهر رمضان المبارك في أوستراليا، من أجمل شهور السنة للعرب والأوستراليين والوافدين من خارج أوستراليا حيث يعيشون متحابين في الله، ليس فقط في شهر رمضان، إنما كل أشهر السنة. وكما يقول العالم والفيلسوف جلال الدين الرومي :

“نستطيع أن نطهر أنفسنا بالزهد و الصيام، لكن الحب وحده هو الذي يطهر القلب.”


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal