ممثل دار الفتوى في سيدني الشيخ مالك زيدان لـ”سفير الشمال”: الجالية متعلقة بلبنان وليتقي المسؤولون الله بشعبهم..

سيدني ـ سفير الشمال

أكد ممثل دار الفتوى في سيدني ـ أوسترليا الشيخ مالك زيدان أننا نسعى الى أن يكون لنا سبعة ممثلين لدار القتوى في أوستراليا، لكي نستطيع أن نخدم المسلمين بشكل أفضل، مثنيا على تعلق الجالية اللبنانية بأهلها في لبنان ومبادراتها الدائمة لتقديم المساعدات المختلفة، متمنيا أن يساعد الله لبنان لكي ينهض من أزماته، داعيا المسؤولين اللبنانيين الى أن يتقوا الله بشعبهم ووطنهم.
كلام الشيخ زيدان جاء في حديث مع “سفير الشمال” تناول فيه أوضاع الجالية وحضور دار الفتوى والوضع اللبناني، فقال: لدار الفتوى ممثلين في العالم، وكل البلاد التي تحتضن لبنانيين يوجد فيها تمثيل لدار الفتوى، وأول تمثيل في أوستراليا كان للشيخ يحيى الصافي ثم عُينت من قبل سماحة المفتي محمد رشيد قباني في العام 2010، وبعد ذلك تحدثت معه لكي يكون لنا ممثلين آخرين، فتم تعيين ممثل لدار الفتوى في مالبورن هو الشيخ محمد أبو عيد، وفي أدالايدا الشيخ رياض الرفاعي، وعُين الشيخ خالد طالب في غرب سيدني، وفي رحلتنا الأخيرة الى لبنان جرى تعيين الشيح راتب جنيد في بيرس، وأصبح لدينا خمسة ممثلين لدار الفتوى في أوستراليا، ونأمل أن نُعين ممثلا للدار في بريزبن وأيضا في العاصمة كانبرا وهكذا نكون قد قمنا بتعيين سبع ممثلين لدار الفتوى في أوستراليا، ونكون بذلك، قد أرحنا الجالية اللبنانية من أمور كثيرة لا سيما ما يتعلق بالأحوال الشخصية، وبذلك أيضا نحمل هم المسلمين في لبنان ونشكل إمتدادا لسماحة المفتي الشيخ عبداللطيف دريان حفظه الله، ودعوتنا هي أن نكون على إمتداد الكرة الأرضية لنشر العلم والنور والوسطية والاعتدال، فدار الفتوى ليست للمسلمين فقط، بل هي للمسلمين وغيرهم وسماحة المفتي الشيخ عبداللطيف دريان يمثل كل اللبنانيين.
وأضاف: نحن نقوم بالدور المطلوب منا وعلى سبيل المثال، أسسنا مجلس قضاء في أوستراليا يتعلق بأمور الطلاق، يضم نخبة من المشايخ والعلماء وكلهم مجازون بالشريعة الاسلامية ويتبعون جميعهم الى دار الفتوى، وحققنا إنجازات كبيرة في هذا الأمر وأرحنا كثيرا من الناس لا سيما بأمور الطلاق وتابعنا أكثر من 3 آلاف حالة طلاق على مدار عشر سنوات، ولكن المشكلة التي تواجهنا في لبنان هي أننا نصدر حكم الطلاق الى لبنان فلا ينفذ لكوننا لسنا قضاة، والطلاق لا يعتبر نافذا إلا عندما يأخذ إذن من سماحة المفتي الذي أعطانا تكليفا وبدأنا على أساسه نرسل معاملات الطلاق وتنفذ في لبنان لفترة محددة ثم توقف، وقد زرنا لبنان مؤخرا وإلتقينا سماحة المفتي ورئيس المحاكم ودولة الرئيس نجيب ميقاتي ودولة الرئيس فؤاد السنيورة وبعض المفتين  وشرحنا لهم الوضع وإن شاء الله سيصار الى حلحلة الأمور وبهذه الطريقة نعطي تمثيلا جيدا لدار الفتوى في أوستراليا.
وحول المساعدات التي تقدمها الجالية اللبنانية في أوستراليا الى لبنان، قال الشيخ زيدان: نحمد الله ونشكره على ما نقوم به من إرشاد للجالية الاسلامية لجهة قوله تعالى: “وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر” وقوله “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا عل الاثم والعدوان”، ونحن نعتبر من هذا المنطلق أن الأهل هم الدم وهم أمانة ومسؤولية سنُسأل عنها وربنا سيسألنا عن أهلنا في لبنان، ونحن لا تكاد تمر جمعة إلا ونؤكد على ضرورة الوقوف الى جانب الفقراء والأيتام والأرامل والمحتاجين، خصوصا أن الظروف التي يمر بها لبنان قاسية جدا، والوضع صعب جدا، والأمور لا يمكن أن يحلها إلا الله سبحانه وتعالى، والعجيب الذي نقوم به هو أننا كنا وما زلنا متلاحمين مع أهلنا في لبنان بقوة وعطاء وإنتفاع وما نرسله الى لبنان عبر الجمعيات الخيرية أو بشكل مباشر هو أمر يرفع الرأس من أبناء الجالية، خصوصا أن البعض يستدين لكي يرسل المال لأهله في لبنان.، ونسأل الله أن يعيننا لكي نعطي ونقدم وأن نرى بلادنا قد خرجت من أزماتها.
وردا على سؤال قال الشيخ زيدان: من حق كل دول العالم أن تحمي بلادها وتحافظ على أمنها، وأوستراليا البلد الكريمة التي تحتضننا تعلم بوضع لبنان وبأننا نرسل الأموال الى أهلنا، وحتى نصون أنفسنا ولا نلقي بها الى المساءلة، نرسل الأموال بطرق قانونية ومعروفة، فهناك صندوق الزكاة وبعض الشركات والجمعيات، كما أننا نساعد ضمن البلد، فعندما حصلت الحرائق في أوستراليا وخرجت عن السيطرة وجب على المسلمين أن يقفوا الى جانب البلد، وذهبت بنفسي وقدمت “شيك” الى البرلمان لكي لا يقولوا أننا نرسل الأموال خفية، بل نحن نقوم بذلك علنا وأوستراليا تحترم ذلك.
وحول المستوى الأخلاقي والطروحات التي يرفضها الاسلام، قال الشيخ زيدان: نحن إجتمعنا كمشايخ وأبدينا رأينا بالموضوع بأننا كمسلمين نرفض هذا الأمر رفضا قاطعا، ثم على مستوى ممثلية دار الفتوى كان هناك لقاء مع رؤساء الطوائف الأخرى وإتخذنا قرارا وقدمناه الى حكومة أوستراليا، وأكدنا أن أي دين سماوي وأي شريعة يرفضون فعل المثليين.
وعن تقييمه لعمل إتحاد أبناء الشمال برئاسة الحاج حسان مرحبا قال: الانطلاقة الأولى لاتحاد أبناء الشمال كانت من مكتبي عندما جاء أركانه لمشاورتي بالأمر ونحن ساعدناه ووقفنا الى جانبه إيمانا منا بأن الشمال بحاجة الى هذا الاتحاد، وأطلب من الله أن يبقى الاتحاد قويا خصوصا أن إنطلاقته كانت قوية وأعطى وما يزال يعطي ويدعم ويرسل المساعدات، وهو صادق في كل ما يقول وأنا أعرف هذا الاتحاد وأثق به وبرئيسه وأعضائه، وأعلم أن المساعدات التي ترسل تصل الى مستحقيها.
عن تقييمه للاجتماع مع رئيس الحكومة الحكومة نجيب ميقاتي في لبنان، قال زيدان: الاجتماع مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي حفظه الله، كان فيه الكثير من الود والمحبة والأخوة والتقدير، والرئيس ميقاتي هو إنسان بكل ما للكلمة من معنى، قدّر الموقف تقديرا رائعا جدا وكان في كامل الاحترام وتحدثنا بأخوة صادقة وكعائلة واحدة، وتعاطى معنا بشكل جيد جدا وممتاز وعرضنا عليه ما نريد ووعدنا بالعمل على تحقيقه.
وعن كلمته الى اللبنانيين، قال زيدان: نقول لأهلنا إصبروا، فبلدنا جميل وهو من بلاد الشام التي حباها رب العالمين وأحبها، “يا شام أنت صفوتي من بلادي وأنا أختار من أشاء إليها من عبادي”، بلاد الشام محفوظة، وطرابلس مدينة العلم والعلماء مدينة المآذن وأم الفقير ومدينة الأمن هي مدينتنا وأهلها عيوننا وكذلك أهل الشمال وكل المناطق، فنحن علينا أن نحافظ على لبنانيتنا وعلى وطننا وكفانا تشرذما وكفانا تسديد سهام على بعضنا البعض، فالمشكلة أكبر من لبنان وأقول للمسؤولين إتقوا الله بشعبكم وإعطفوا عليهم وإشعروا بالفقير ولا تأكلوا مال الدولة والشعب جشعا وطمعا، لأن يوم القيامة ستقفون بين يدي الله وستُسألون، لذلك عليكم أن تستقيموا لكي تكبروا عند رب العالمين وتكبروا في قلوب الناس.


Related Posts


 

 

 

Post Author: SafirAlChamal