إنتخابات محامي الشمال تحترم العرف.. الخيار النقابي يتقدم على السياسي!… غسان ريفي

أفضل ما شهدته نقابة المحامين في طرابلس في إنتخاباتها الفرعية لاختيار عضوين (مسلم ومسيحي) لعضوية مجلس النقابة أمس، هو إحترام العرف النقابي الذي يرسّخ الوحدة الوطنية والعيش الواحد بين محاميي الشمال، وذلك بإعلان العضو المسيحي الفائز طارق خبازي إنسحابه لمصلحة المرشح المسلم المحامي جمال إشراقية، بعدما فاز في الانتخابات التي شارك فيها 1010 من أصل 1339 يحق لهم الاقتراع عضوان مسيحيان هما باسكال أيوب (469 صوتا) وطارق خبازي (416 صوتا) بينما نال الخاسر الأول إشراقية (382 صوتا).

إحترام العرف النقابي نزل بردا وسلاما على النقابة ولاقى عطفا وتعاطفا مع خبازي وتقديرا له على موقفه الوطني والوحدوي، خصوصا أن النقابة بقيت حتى الأمس القريب تعيش تداعيات الانتخابات الماضية عندما فازت النقيبة ماري تراز القوال، ورفض العضو الفائز معها بطرس فضول الانسحاب لزميله منير الحسيني، ما أدى الى أزمة حقيقية إستمرت في التفاعل حتى إضطر فضول الى إعلان إنسحابه لمصلحة الحسيني.

لا شك في أن الأجواء الايجابية التي سيطرت على الانتخابات، مردها الى نجاح النقيبة ماري تراز القوال في إدارة وتنظيم العملية الانتخابية بشكل شفاف، وفي التخفيف من التأثير السياسي على عملية التصويت التي غلب عليها الحضور النقابي والعلاقات الشخصية للمرشحين، فلم يكن هناك إصطفافات سياسية كاملة، وحصل المرشحون على أصوات من تكتلات حزبية ونقابية مختلفة، بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، الأمر الذي يُسجل للنقيبة القوال التي تسعى قدر الامكان الى إبعاد السياسة عن العمل النقابي، وقد خطت أولى خطواتها في إنتخابات الأمس.

كان واضحا أن التنافس الجدي كان محصورا بثلاثة مرشحين هم: باسكال أيوب وهي كانت في مجلس النقابة وإنتهت ولايتها وترشحت مجددا، وتتمتع بحضور نقابي تمكنت من خلاله من إستقطاب جيل الشباب، فضلا عن أنها شكلت خيارا لعدد من النقباء السابقين ولمحامي التيار الوطني الحر ومستقلين، وطارق خبازي الذي حظيَ بدعم تيار المردة وقسم من محامي تيار الكرامة وبعض الأحزاب، إضافة الى عدد من النقباء، وجمال إشراقية المدعوم من محامي تيار الكرامة والمردة وبعض الأحزاب الوطنية والقومية فضلا عن عدد لا يستهان به من النقباء السابقين والمستقلين. 

وفي الوقت الذي ترك فيه تيار العزم حرية الاختيار لمحاميه، تبين أن تيار المستقبل لم يلتزم بتوجهات قيادته لجهة دعم المرشحين خبازي وإشراقية، حيث أشارت عمليات الفرز الى حصول المرشحة أيوب على عدد كبير من الأصوات الزرقاء أو التي تدور في فلك المستقبل، في حين أدى عدم الالتزام هذا، الى إخفاق المرشح إشراقية الذي فاز بانسحاب خبازي، ما يطرح تساؤلات حول ضعف القدرة التجييرية لبعض القوى الأساسية مع مكاتب النقباء، والناتجة عن بعد هؤلاء عن توجهات القاعدة.

ويبدو أن التنافس الشديد بين أيوب وخبازي والتصويت الذي إتخذ منحى طائفيا في بعض الأوراق، إضافة الى وجود مرشحين مسلمين آخرين أثبتوا حضورهم لا سيما زاهر العلي وإيهاب مجذوب ورنا الغز، هو الذي أدى الى إخفاق إشراقية، إلا أن أيوب تقدمت على خبازي الذي دفع أيضا ثمن عدم إلتزام عدد كبير من محاميي عكار معه سواء بالتصويت أو بالحضور، لكن رغم فوزه كان له موقف ستذكره له نقابته وزملاؤه، وهو الانسحاب لمصلحة إشراقية، حيث شكر في كلمته بعد إعلان النتائج كل من أولوه ثقتهم، وأكد أن “العرف والتعايش ووحدة النقابة قبل كل شيء”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal