باسيل أمام طريق مسدود.. هل بدأت المواجهة؟!… غسان ريفي

وصل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى طريق مسدود لا منافذ له في موضوع الاستحقاق الرئاسي، حيث بات على قناعة بأن وصوله الى قصر بعبدا لم يعد ممكنا وربما مستحيلا بعد ست سنوات من رئاسة الظل زرع فيها الخصومات والكراهية ليحصد اليوم عُزلة شبه كاملة لم تُبقِ له حليفا ولا صديق.

هذا الواقع، يدفع باسيل الى مزيد من “الهستيريا” السياسية التي إنتقلت من مرحلة المواقف السياسية العالية النبرة، الى مرحلة السلوك غير المتوازن، وصولا الى “جنون عظمة” يترجم باختلاق الأحداث والقصص، وبمواجهة كل من يرفض أو يعارض ترشحه لرئاسة الجمهورية.

يمكن القول إن باسيل إرتكب في الأيام الماضية جملة من الخطايا السياسية، بدءا من اللقاء الذي عقده مع الرئيس نبيه بري قبل سفره الى فرنسا، والذي جاء بعد لقاء مع السيد حسن نصرالله خرج منه بـ”خفيّ حنين”، حيث حاول إقناع بري السير بمرشح ثالث يُحرج به حزب الله وسائر الحلفاء ويقطع الطريق على سليمان فرنجية، لكنه خرج بنتيجة مماثلة بعدما أدرك الرئيس بري مقاصده بمحاولة إيجاد شرخ بين الثنائي يلعب من خلاله على ما يمكن من تناقضات في حال وجدت.. مرورا بالهجوم المباشر والمسيء على فرنجية والترويج لعروض وضمانات وإغراءات قدمها له ليقبل بدعم ترشيحه وهي مجافية للحقيقة وتهدف الى عرض عضلات سياسية أمام أنصاره المقيمين في باريس.. وصولا الى الصليات الباريسية الكلامية التي أطلقها في تصريحات عدة باتجاه الحلفاء، والتي لم توفر حزب الله الذي “لا يتفق معه باسيل في أن حماية المقاومة وسلاحها هو الهمّ الوحيد”، علما أن السيد نصرالله سبق وأكد أن “المقاومة لا تحتاج الى حماية ولا الى غطاء، بل هي تريد رئيسا لا يطعنها بالظهر ولا يُباع ولا يُشترى”، لكن يبدو أن باسيل أراد عن قصد إظهار الخلاف بينه وبين الحزب إحراجا له، وطمعا في شعبية زائدة أو عطف في الشارع المسيحي.

لم يعد مستغربا أن ينقلب باسيل على الحلفاء وعلى الخط الذي إنتمى إليه بشكل كامل، طالما لم يتبنوا ترشيحه الى رئاسة الجمهورية، خصوصا أن سلوك باسيل كان يوحي بأن “الخط” بالنسبة له هو فقط لتحقيق مصلحته بدءا بايصال عمه العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية قبل ست سنوات، وصولا الى طموحه بخلافته في الرئاسة، وما بينهما من تحقيق مكاسب وعقد صفقات وتنفيذ مشاريع، ما يؤكد تعاطيه بأنانية مطلقة وبشخصانية. 

وفي مقارنة بسيطة، فإن سليمان فرنجية في العام 2016 عارض إنتخاب الرئيس عون، لكن حضر الجلسة، وبعد إنتخابه أكد أن “خطه السياسي قد إنتصر بوصول عون الى رئاسة الجمهورية، وهو عندما يستدعينا سنلبي الدعوة”، بينما يتعاطى باسيل اليوم مع أمر مماثل على قاعدة “أنا أو لا أحد”، حتى لو خسر الخط فرصة وصول مرشح منه الى رئاسة الجمهورية، وإستمر الفراغ لفترة طويلة.

ترى مصادر سياسية مواكبة، أن باسيل بدأ بحرق المراكب خلفه، الأمر الذي قد يعرّيه من كل الحلفاء حتى حزب الله في حال إستمر في سلوكه السياسي “النرجسي”، خصوصا لجهة التأكيد بأنه قد يُعلن ترشيحه للرئاسة في حال وجد أنه سيكون لديه رئيس سيء، متناسيا أنه ليس لديه حليفا يصوّت له، فضلا عن أن ثلث نواب كتلته النيابية التي يتغنى برئاستها لن يصوتوا له!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal