نوّاب التغيير والإستشارات: لزوم ما لا يلزم… عبد الكافي الصمد

مواقف غريبة وعجيبة وغير منطقية صدرت عن نواب التغيير الـ13 منذ فوزهم في استحقاق الإنتخابات النيابيّة التي جرت في 15 أيّار الفائت، وفي جولة إستشارات التكليف المُلزمة التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون في 23 حزيران الجاري، وفي جولة إستشارات التأليف غير المُلزمة التي أجراها رئيس الحكومة المُكلّف نجيب ميقاتي في 27 و28 حزيران الجاري على التوالي.

خلال حملاتهم الإنتخابية التي سبقت الإنتخابات وفي أعقاب فوزهم، رفع نوّاب التغيير الـ13، وبعض النوّاب الجدد، شعارات ومواقف عالية، وهدّدوا الطبقة السّياسية القائمة بأنّهم سيبدّلونها بطبقة سياسية أخرى هم أساسها، وأنّ التغيير سيبدأ هذه المرّة من رأس الهرم وليس من أسفله، وأنّ “ثورة 17 تشرين” التي أنتجتهم وهم ثمرتها، ستجعلهم يقودون إنقلاباً تغييرياً في النّظام وفي مواجهة الطبقة السّياسية.

أربع إستحقاقات مرّت منذ انتخاب نوّاب التغيير أكّدت خواءهم السّياسي، وقلّة خبرتهم وعدم نضوجهم بما يكفي لرفع هكذا شعارات، والحديث عن تحقيقها. أوّل هذه الإستحقاقات كان في سقوطهم وفشلهم في استحقاق إنتخاب رئيس جديد للمجلس النّيابي ونائبه، بعد التجديد لرئيس حركة أمل نبيه برّي في منصبه وفوز النائب في التيّار الوطني الحرّ الياس بو صعب بمنصب نائب الرئيس، قبل أن يأتي ثاني هذه الإستحقاقات في انتخابات اللجان النيابية التي خرج منها نواب التغيير بوفاضٍ خال.

ثالث هذه الإستحقاقات كان الإستشارات النيابية الملزمة، فقد فشل نواب التغيير في تحقيق الحدّ الأدنى من التوافق بينهم، إذ ذهبوا إلى الإستشارات مجتمعين وقلوبهم شتى، ومن قصر بعبدا سمّى 10 منهم السّفير السّابق نوّاف سلام لتكليفه تأليف الحكومة، و3 منهم فضّلوا عدم التسمية، بينما كان غيرهم من النوّاب الجدد يقاطع الإستشارات.

أمّا رابع هذه الاستحقاقات فكانت إستشارات التأليف غير المُلزمة، حيث ذهبوا مجتمعين أيضا، بهدف فرض شروط معينة على الرئيس المُكلّف لتمثيلهم في حكومته المرتقبة، سواء عبر تسمية أحدهم فيها أو من يقترحونه لهذه الغاية.

لكن غاب عن نوّاب التغيير، وبعض الجدد أيضاً، أنّ أحداً لم يعد “يقبضهم جد”، وأنّهم فشلوا وهم في الأمتار الأولى من مشوارهم النيابي الذي يفترض أن يمتد 4 سنوات، وأنّه إذا كانت هذه البداية لهم، والمكتوب يُقرأ من عنوانه، فإنّ النهاية لهم ستكون بائسة.

خلال فترة الشّهر والنصف التي مرّت على نوّاب التغيير، وبعض الجدد، طُرحت أسئلة جدّية تحتاج منهم إلى إجابات واضحة وصريحة، منها: أين برامجكم التي خضتم الإنتخابات على أساسها، وماذا فعلتعم خلال هذه الفترة وماذا ستفعلون مستقبلاً، وإذا كان بعضكم يرفض الطبقة السّياسيّة والنّظام السّياسي، ويرفض المشاركة في الإستشارات النّيابيّة المُلزمة وغير المُلزمة، فلماذا ترشحتم للإنتخابات، وماذا ستقولون للنّاس الذين انتخبوكم؟..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal