أزمة الرغيف في طرابلس تتفاقم والحلول غائبة… عبد الكافي الصمد

تستمر أزمة الخبز في طرابلس بالتفاقم لليوم الرّابع على التوالي، بلا ظهور أيّ ملامح بالحلّ، لا بل إنّ الأزمة خرجت من نطاق طرابلس وجوارها إلى بقية المناطق الشمالية بدءاً من عكّار وصولاً إلى البترون، مروراً بالمنية والضنّية وزغرتا والكورة، التي شهدت أفرانها إزدحاماً كبيراً وامتداد طوابير المواطنين أمامها أملاً في الحصول على ربطة خبز، بينما استغل البعض الأزمة ليبيعوا ربطة الخبز بأكثر من ضعفي ثمنها، وسط غياب تام لأجهزة الرقابة والجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الإقتصاد والتجارة.

الأزمة تسببت في وقوع إشكالات عديدة أمام الأفران، منها ذلك الذي حصل يوم أوّل من أمس أمام فرن العنتبلي في محلة باب الحديد وسط طرابلس القديمة، رافقه تضارب وإطلاق نار في الهواء، ما دفع الجيش اللبناني اليوم للتدخّل وتنظيم الدور أمام الفرن منعاً لتجدد الإشكالات.

وفي محلة أبي سمراء في طرابلس حصل إشكال بين لبنانيين وسوريين داخل مقر جمعية خيرية كانت توزع الخبز على نازحين سوريين، ما أثار إستياء ونقمة عدد من المواطنين الذين طالبوا المعاملة بالمثل، ودفع أحدهم إلى انتزاع ربطة خبز بالقوة.

أسباب أزمة الخبز الأخيرة وتفاقمها كثيرة، أحدها وفق مصادر مطلعة، هو عدم تسلم الأفران حصتهم من الطحين، لأنّ المطاحن بدلاً من أن تسلّمهم حصتهم اليومية من الطحين التي لا تقلّ عن 100 طنّاً، بالكاد باتت تسلمهم بين 5 إلى 7 أطنان، إضافة إلى أنّ البعض قد استغل أزمة الخبز ليبيع الطحين في السّوق السّوداء التي وصل فيها سعر كيس الطحين وزن 50 كيلو إلى مليون و600 ألف ليرة، بينما سعره الرسمي هو 200 ألف ليرة.

وتسببت الأزمة في بروز ظاهرة بسطات بيع الخبز سواء قرب الأفران أو على الطرقات، وأنّ سعرها يباع بضعف إلى ضعفي سعرها على الأقل، ما دفع كثيرين إلى إبداء مخاوفهم من تفاقم الأزمة، وأن تؤدّي إلى إشكالات لا يمكن السيطرة عليها.

سببٌ آخر لأزمة الخبز أوضحه بعض أصحاب الأفران في طرابلس والشّمال، هو أنّه قبل الأزمة كان يأتي من بيروت إلى طرابلس وجوارها كلّ يوم ما يفوق عشرة آلاف ربطة خبز من كافة الأفران، سواء من أفران السلطان أو شمسين أو “بان دور” وغيرهم من الأفران، وقد حصلت هذه الأفران على زيادة في حصّة الطحين بناء لكمية إنتاجها والتي كانت توزّع قسماً منه في طرابلس والشّمال، لكن بمجرد أن طلّت الأزمة برأسها إختفى الموزّعون من خارج الشّمال، ما دفع المواطنين للتوجّه إلى الأفران المحلية للحصول على الخبز، بينما هي تعاني من صعوبة في حصولها على كميات كافية وإضافية من الطحين، ما جعل الأزمة تتفاقم في طرابلس والشّمال أكثر ممّا هي عليه في بقية المناطق، من غير ظهور أيّ مخرج للأزمة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal