نوّاب التغيير بين فرص النّجاح وفرص الفشل… عبد الكافي الصمد

شهر مضى على استحقاق الإنتخابات النيابية التي جرت في 15 أيّار الماضي، ما يزال خلاله نواب التغيير الـ13 يخضعون للإختبار قبل صدور الحكم عليهم، نجاحاً أو فشلاً، وهو حكم لن يصدر قبل فترة أو مهلة زمنية محددة متعارف عليها هي بين 3 ـ 4 أشهر على الأقل، تُعرف بفترة السّماح، حيث سيتضح بعدها خيرهم من شرّهم.

لكن لأنّ العنوان يُقرأ من عنوانه، فإنّ فترة الشّهر التي مضت لم تكن مشجعة لنوّاب التغيير، وأعطت إنطباعاً أنّ كفّة الفشل ستكون أرجح من كفّة النّجاح إذا ما استمر تعاطيهم مع الملفات المطروحة أمامهم على الشّكل الذي فعلوه، أو إذا كانت قراءتهم للمعطيات والوضع العام في البلاد يشبه في المراحل المقبلة ما قاموا به خلال الشّهر الذي انقضى.

أكثر من دعسة ناقصة إرتكبها نواب التغيير في فترة الشّهر الأوّل من عمرهم النيابي، وأكثر من فشل أصيبوا به ضمن الفترة الزمنية نفسها، تبدأ أولاً من رفعهم سقف طموحاتهم فوق واقع البلد، من خسارتهم معركة إسقاط رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، إلى خوضهم معركة فاشلة أخرى حول منصب نائب رئيس مجلس النواب الذي فاز به النائب الياس بو صعب، وصولاً إلى انتخابات اللجان النيابية وانتخابات رئاسة هذه اللجان، حيث تلقوا فيها هزيمة قاسية جعلت أغلبهم خارج عضوية اللجان الرئيسية، ومن غير أن يستطيعوا الفوز برئاسة أيّ من اللجان النيابية الـ16.

خسارة نوّاب التغيير خلال مهلة زمنية قصيرة لم تتوقف عند هذا الحدّ، فقد تبين من برنامج الإستشارات النّيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون يوم الخميس المقبل في 23 حزيران الجاري، من أجل تكليف شخصية سياسية تأليف الحكومة المقبلة، أنّ نوّاب التغيير الـ13 لم يوحّدوا صفوفهم ضمن كتلة نيابية واحدة، يذهبوا فيها إلى رئيس الجمهورية وهم يحملون إسم شخصية ما لهذه الغاية، بل اختاروا الذهاب فرادى، ما يعني أنّ التوافق السّياسي بحدّه الأدنى لا يجمعهم، وأنّ لكل منهم هوى سياسي يختلف عن الآخر.

ففي ضوء الفشل في المحطات السّابقة خلال الشّهر الماضي، يتوقع أن يكون الفشل والإخفاق، أكثر من النّجاح، حليف نوّاب التغيير في استحقاق الإستشارات النيابية الملزمة، وبعده في استحقاق تأليف الحكومة العتيدة، أيّ أن فرص فشلهم تبدو الأرجح، ما يعني أنّ فترة السّماح لن تمضي إلا ويكون نوّاب التغيير قد تلقوا خسائر وهزائم بالجملة والمفرق.

ذلك يعني، وفترة السّماح ما تزال في بداياتها، أنّ الآمال التي علقت على نوّاب التغيير والشّعارات الكبيرة التي رفعوها قد سقطت في مهدها، لأسباب مختلفة، ما جعلهم يفوّتون على أنفسهم والبلد والناس فرصة كانت سانحة لإحداث تغيير حقيقي ينقل البلاد نحو واقع أفضل، وينتشلها من واقعها المزري، وينقذها من الإنهيار الذي تعاني منه.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal