لولاكم.. لم نكن لنعرف كيف تنهار الأوطان!… حسناء سعادة

يقال، أن بالشكر تدوم النعم لذا لا بد من ان نشكر من اوصلنا الى النعم التي نعيش فيها!..

نعم، نعيش نعمة انقطاع الكهرباء، فشكراً امراء العتمة على جر البلد الى الظلام الدامس بفعل السياسات العقيمة، شكراً على اعادتنا الى السهر على ضوء القمر ومناجاة النجوم، فبالفعل نحن نعيش في حقبة ″رومنطيقية″ ونحتاج الى التأمل بالسماء عسى ان تهبط علينا خلية ازمة من فوق تعمل على حل ازماتنا المتتالية في غياب ادنى حسّ للمسؤولية عند القيميين على هذا البلد الذين يتناتشون الحصص وكأن الحكومة وحقائبها ورثة من اجدادهم.

شكراً امراء الحكم على اعادتنا الى العصر الحجري، ها نحن من دون كهرباء، من دون مازوت للمولدات وللافران والمستشفيات، وقريباً من دون انترنت ويجوز من دون هواتف وعلى الارجح من دون غاز وربما من دون بنزين او متوافر انما على سعر الـ 250 الف ليرة للصفيحة، ما يعني اننا سنجلس في بيوتنا من دون عمل لان الراتب لن يكفي الموظف او العامل لتعبئة وقود سيارته.

شكراً امراء الظلام على ما اوصلتمونا اليه من ذل واحباط ويأس وكفر وجوع وفاقة وعوز، شكراً على جعلنا نتقاتل ونَقتل ونُقتل على محطات البنزين، وعلى جعلنا نقتني السلاح الفردي لنحمي انفسنا من قطاع طرق وسارقين منهم اجراماً وطمعاً ومنهم لاجل اطعام اطفالهم.

شكراً لأن الادوية مفقودة ومعها البنج والمستلزمات الطبية، فالموت برأيكم اسهل من عذاب المرض فلماذا الدواء ولماذا المستشفيات ولماذا الاطباء ولماذا الممرضات والممرضين؟ فليهاجروا… وماذا يمنع؟ فانتم لستم بحاجة لهم لان ما سرقتموه من اموالنا واموال البلد يسمح لكم ولاولاد اولادكم بالاستشفاء خارج البلد وبالعملة الصعبة.

شكراً امراء البلد لانكم جعلتمونا نختصر في استهلاك السكر فهو مضر، وفي استهلاك الحليب والالبان والاجبان فهذا ترف! ولماذا القهوة فهي تركية وغريبة عن تراثنا، والزهورات افضل ومفيدة اكثر، اما اللحمة فهي لزوم ما لا يلزم والاكل النباتي افضل بحسب الدراسات وانتم خائفون على صحتنا!.

في كل دول العالم عندما ينهار قطاع او يكون على شفير الانهيار يستقيل المسؤول افساحاً في المجال للمعالجة، اما عندنا في لبنان فالمسؤول رغم فشل من ينتدبه وعلى دورات ودورات وزارية يتمسك بالحقيبة وكأنها ملك ابيه او كأنها شركة خاصة به وبحاشيته واهل بيته، واذا يوماً تجرأ احد وسأل، فالويل والثبور وعظائم الامور وكل الحق على المعرقلين وواضعي العصي بالدواليب و”يللي ما خلونا”.

نعم بالشكر تدوم النعم، فشكراً لانكم توقفتم عن وضع الخطط والدراسات العقيمة، وشكراً لانكم لم تؤلفوا خلية ازمة كانت لتزيد من ازماتنا، والف شكر لانكم لا تعقدون جلسات طوارىء تحرق اعصابنا ولا توصل الى نتيجة، والشكر الأكبر لأنكم موجودون في حياتنا فلولاكم لم نكن لنعرف كيف تنهار الأوطان!.


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal