محاولات فرنسية لاحداث خرق لمصلحة فرنجية!.. غسان ريفي

يبدو ان اللقاء الفرنسي – السعودي الذي عقد في قصر الاليزيه في العاصمة الفرنسية باريس امس، وضم المستشار الرئاسي باتريك دوريل والمستشار الملكي نزار العلولا والسفير وليد البخاري، شكل محاولة فرنسية متقدمة لإحداث خرق باتجاه اعتماد ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، واعطاء المملكة تطمينات حول المرحلة السياسية المقبلة في لبنان.
بات معلوما ان السعودية لا تتدخل حتى الان في لعبة الاسماء، وهي قد تكون تجاوزت موضوع المواصفات التي تتبدل مع تبدل الظروف السياسية الى البرنامج الرئاسي والضمانات التي يمكن ان تحصل عليها والتي يؤكد متابعون ان الاتفاق السعودي الايراني قد خفف منها وجعلها تتمحور حول احترام العلاقات العربية – العربية، وعدم اعتماد لبنان منصة للهجوم على أي دولة عربية او الاساءة اليها، وضبط الحدود والقيام بالاصلاحات الداخلية المطلوبة.
يُدرك الفرنسيون ان سليمان فرنجية يشكل ضمانة لكل ذلك، وان تمسك الثنائي الشيعي وحلفاءه من السنة والمسيحيين بدعم ترشيحه كمرشح أوحد لا يأتي من كيدية سياسية او من تصفية حسابات بل من ضرورة لمواجهة الاستحقاقات المقبلة، لا سيما القضايا العالقة مع سوريا من ترسيم حدود ونازحين قارب عددهم نصف عدد سكان لبنان، والتي تحتاج الى رئيس قادر على محاورة القيادة السورية وتفعيل الرئة الوحيدة التي يتنفس منها اللبنانيون، مع تعطل الرئة الثانية القائمة على الحدود مع فلسطين المحتلة.
وكذلك الامر بالنسبة للاستراتيجية الدفاعية التي يستطيع فرنجية مقاربتها مع حزب الله الذي تربطه به علاقات مميزة، والوصول الى نتائج تصب في مصلحة لبنان وتحافظ على قوة الردع لديه تجاه العدو الاسرائيلي.
اما بالنسبة للعلاقات العربية فعائلة فرنجية أبا عن جد تتميز بأفضل العلاقات مع الدول العربية لا سيما دول الخليج والسعودية على وجه التحديد.
وفي ظل تنامي الحديث مؤخرا عن اللامركزية الادارية والمالية الموسعة والتي تعتبر قناعا للفيدرالية، فإن فرنجية الوحدوي يشكل سدا منيعا امام كل من يتحدث عن الطلاق بين المكونات اللبنانية والتقسيم والعودة الى نغمة الكانتونات السياسية والغيتوات الطائفية، كما ان السعودية التي تعتبر الاب الشرعي لاتفاق الطائف يشكل لها فرنجية ضمانة للحفاظ عليه وتطبيق كامل بنوده خصوصا انه يتمسك به إيمانا وقولا وفعلا.
اضافة الى ذلك، فإن رئيس تيار المردة هو ماروني عروبي وطني وعندما جمع البطريرك بشارة الراعي الاقطاب المسيحيين الاربعة كان فرنجية واحدا منهم وهو الذي شجعت الادارة الاميركية على لسان ديفيد هيل في العام 2016 على ترشيحه لرئاسة الجمهورية بدلا من الرئيس ميشال عون انطلاقا من كونه مرشحا قادرا على فتح حوار مع كل المكونات اللبنانية كافة.
بناء على كل ذلك، يرى متابعون ان فرنجية يتجه لأن يكون مطابقا للمواصفات ويشكل مرشحا جديا وحيدا لفريقه السياسي، الامر الذي يضع الفريق الآخر امام مسؤولية اما التوافق معه على قواسم مشتركة أو مواجهته بمرشح منافس يحكم بينهما مجلس النواب في عملية ديمقراطية تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal