ميقاتي يسحب البساط الطائفي من تحت اقدام باسيل!… غسان ريفي

لطالما وقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على البساط الطائفي ليصول ويجول تحريضًا وشحنا ورفعا للسقوف تحت شعار الحفاظ على حقوق المسيحيين الذي يرى كثيرون انه بات يتخذه ذريعة لتحقيق مصالحه السياسية وتأمين استمرارية نفوذه في السلطة حيث يؤكد هؤلاء ان المعادلة الباسيلية تقوم على انه “اذا كان جبران بخير فالمسيحيين بخير”.
يُدرك باسيل ان الرياح تسير بعكس ما تشتهي سفنه، وانه يفقد اوراقه السياسية تباعا الواحدة تلو الاخرى، لذلك لم يعد لديه سوى اللعب على الوتر الطائفي الذي يتقن فنونه، وخوض معارك طواحين الهواء واختراع عدو وهمي يستطيع من خلاله شدّ العصب المسيحي، متناسيا ان لبنان بطوائفه جمعاء لم يعد لديه عصب، سوى عصب السعي وراء لقمة العيش والذي يكاد يتلاشى في ظل الازمة المعيشية الكارثية.
بات واضحا، ان النائب باسيل يعاني ازمة كبرى داخل تياره تتمثل بذهاب بعض نوابه الى انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ما دفعه في الاجتماع الاخير للهيئة السياسية في التيار الى طرح سؤال على النواب: “من منكم يريد انتخاب سليمان فرنجية؟”، لكنه لم يلق جوابا شافيا من أحد؟”.
كذلك يواجه باسيل ازمة مماثلة مع حليفه الوحيد حزب الله الذي رشح من ضمن الثنائي الشيعي فرنجية للرئاسة قاطعا بذلك الطريق على طموحاته، في وقت يبدو فيه ان تهديداته بإنهاء تفاهم مار مخايل لم تعد تجدي بعد الموقف الواضح والصريح من السيد حسن نصرالله بأننا “نحرص على التفاهم ولا ننزع يدنا من حليفنا الا اذا نزعها هو قبلنا”، فضلا عن ازمة عدم وجود اي حليف له من سائر التيارات السياسية الاخرى.
لذلك، فإن باسيل يسعى الى إحراج التيارات المسيحية بالدرجة الاولى برفع سقف التحريض الطائفي، تارة باستهداف اجتماع الحكومة وإعتباره غير دستوري وغير ميثاقي، وتارة أخرى باتهام الرئيس نجيب ميقاتي بالطائفية لعدم توقيعه المرسوم الخاص بتجنيس أكثرية مسيحية وهو ملف تدور حوله شبهات عدة، وسبق لميقاتي ان رفضه قبل انتهاء عهد الرئيس ميشال عون.
واللافت ان باسيل الذي يتخبط في كيفية مقاربة التطورات السياسية وقع في تصريح من اسطر معدودة بتناقض كبير، فكيف يطلب من حكومة غير دستورية وغير ميثاقية برأيه ويحارب اجتماعاتها ان تقر مراسيم التجنيس؟ وأين الشراكة الوطنية التي يتشدق بها ليل نهار في هذا الملف ذو الصبغة الطائفية الواحدة، في وقت ما يزال فيه يرفض تنفيذ مرسوم تعيين مأموري الاحراج لفقدانه التوازن الطائفي؟، وأين هذا التوازن في ملف التجنيس؟
يمكن القول، إن باسيل تلقى امس صفعة موجعة من بكركي التي زارها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لوضع البطريرك الراعي في اجواء زيارته الى الفاتيكان والبحث في الاوضاع العامة رئاسيا وحكوميا وفي ضرورة الحد من الكلام الطائفي المقيت الذي يتنامى يوما بعد يوم، حيث عبر الراعي عن رفضه لهذا الكلام معتبرا انه يدخل في اطار الهستيريا السياسية، مبديا تفهمه للضرورات التي تفرض انعقاد اجتماعات الحكومة، ومثنيا على جهود ميقاتي في الحفاظ على الشراكة الوطنية وعلى التنوع اللبناني. وبذلك يكون ميقاتي قد سحب البساط الطائفي من تحت اقدام باسيل ونجح في تعطيل مفاعيل التحريض، بما يحافظ على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي، وانتزع غطاء مسيحيا واسعا من بكركي لاجتماعات الحكومة، واحرج باسيل بدعوة من “يرى أن اجتماعات الحكومة غير دستورية وغير شرعية ان يبادر الى انتخاب رئيس للجمهورية” خصوصا ان ذلك يساعد على انتظام الحياة السياسية وعلى وقف النهج الباسيلي التعطيلي.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal