اجتماع الاليزيه.. تفتيش عن ضمانات!… غسان ريفي

تتجه الانظار اليوم الى قصر الاليزيه في العاصمة الفرنسية باريس حيث يُعقد اجتماع ثنائي فرنسي – سعودي يضم المستشار باتريك دوريل وعن الجانب السعودي نزار العلاولة والسفير وليد البخاري، وذلك لمتابعة البحث بالشأن اللبناني بما في ذلك الاستحقاق الرئاسي الذي ما يزال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المرشح الاوفر حظا والاكثر تقدما له.
الاجتماع يأتي بعد لقاء عقده الرئيس نبيه بري مع السفير البخاري قبل مغادرته الى السعودية ومن ثم الى باريس، حيث قال البخاري للصحافيين بعد اللقاء ردا على سؤال “من المؤكد ان هناك ايجابية للبنان”، فيما تشير المعلومات الى اجتماع ثان عقد بين باتريك دوريل ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي أكد بدوره ان “انتخاب رئيس للجمهورية لا يحتاج الى توافق سعودي – ايراني بل هو يحتاج الى تفاهم لبناني – لبناني”.
يبدو بعد وثيقة بكين والحراك الثنائي الفرنسي – السعودي ان ثمة ليونة من قبل المملكة قد تعيد لبنان الى دائرة الاهتمام السعودي.
وبغض النظر عن المواصفات الرئاسية التي يطرحها كل طرف والتي قد تتبدل مع تبدل الظروف السياسية، فإن اجتماع الاليزيه قد يبحث في قدرة الرئيس العتيد على محاورة اطراف الداخل وعلى التعاطي الايجابي مع دول المنطقة، فضلا عن الضمانات المتعلقة بالحكومة التي ستلي انتخاب الرئيس، وكيفية تطبيق البنود الاصلاحية وإعادة تركيب مؤسسات الدولة المنهارة، فضلا عن سائر الترتيبات والافكار المطروحة.
لا شك في أن سليمان فرنجية قد يكون محور اجتماع الاليزيه خصوصا بعدما ابلغ الرئيس بري السفير البخاري ان ليس لدينا مرشح سواه، وفي ظل تبني الفرنسيين لهذا الخيار.
ويبدو في هذا الاطار، ان السعودية تفتش عن ضمانات حول هندسة التركيبة السياسية المقبلة في لبنان، حيث تسعى فرنسا الى طمأنتها والتأكيد بأنها هي من تشكل هذه الضمانة.
ويتقاطع ذلك مع محاولات سبر أغوار الموقف الاميركي الذي لم يُفصَح عنه صراحة’ بل جاء من خلال كلام دبلوماسي من قبل السفيرة دوروني شيا للرئيس بري بأننا “لسنا ضد فرنجية وهو ليس ضدنا”، ويتقاطع أيضا مع زيارة الرئيس نجيب ميقاتي الى الفاتيكان للحصول على دعم بابوي من شأنه ان يساهم في تظهير الموقف الاميركي وفي الضغط على الدول المعنية بالشأن اللبناني وعلى الاطراف الداخلية لا سيما المسيحية منها وذلك قبل الوصول الى الارتطام الكبير والفوضى الشاملة.
قد لا يحتمل لبنان المزيد من الانتظار حتى يتفرغ المعنيون بالتسوية في المنطقة لوضع ملفاته على بساط البحث واتخاذ القرارات بشأنها خصوصا انه حتى الان لا يشكل اولوية، لذلك فأن كلام وزير الخارجية السعودي حول تفاهم اللبنانيين، بدا وكأنه إشارة الى ضرورة ان يصار الى الاستفادة من الاجواء الايجابية التي اعقبت وثيقة بكين لتهريب انتخاب رئيس للجمهورية، واعادة تكوين السلطة، ما يساهم في وضع تصورات اكثر واقعية من قبل الدول المعنية لعملية بناء الدولة والانطلاق بمسيرة الانقاذ.
وإذا كان البعض يعتبر ان فرنجية يمتلك عددا وازنا من الاصوات قد يقارب ال65 صوتا، فإن ذلك لا يكفي، خصوصا ان الانتخاب يحتاج الى ثلثي عدد نواب المجلس (86) بما في ذلك الحرص على الميثاقية التي تشدد كل الاطراف على ضرورة ان تتوفر وان كان فقط في تأمين النصاب من دون انتخاب فرنجية، فضلا عن عدم رغبة هذه الاطراف مجتمعة في ان لا يكون الغطاء السعودي موجودا هذه المرة، خصوصا بعد الليونة التي اظهرتها بعض المواقف، إثر الاتفاق السعودي – الايراني الذي من المفترض ان يريح الاجواء السياسية في لبنان وان ينعكس عليه ايجابا، فهل يتم انتخاب رئيس جمهورية قريبا؟ أم ان الانتخاب قد لا يحصل الا بعد ترتيب ملفات المنطقة بحسب الاولويات، فيوضع لبنان على لائحة الانتظار الذي لم يعد يحتمل المزيد منه في ظل الازمات التي تتوالد يوما بعد يوم.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal