خمسة أيام أمضاها الرئيس سعد الحريري في لبنان، أحيا فيها ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واستقطب معظم القوى السياسية التي سارعت الى تجديد خطب وده أو الى وصل ما انقطع معه.
بالرغم من تعليقه العمل السياسي وإقتصار حركته الداخلية ضمن بيت الوسط والخارجية في الزيارات التي قام بها على الحد الادنى، والتزامه الصمت شبه الكامل، إلا أن حركة الحريري شكلت حيوية سياسية إفتقدتها الساحة اللبنانية منذ فترة، وهي لم تخل من الرسائل المدوية التي تركت أثرا واضحا على كل من وصلتهم.
من أبرز هذه الرسائل:
أولا: الحشد الشعبي الذي استوطن ساحة الضريح وباحات بيت الوسط وأظهر لكل من يعنيهم الامر لبنانيا وعربيا أن الحريري بالرغم من انقطاعه التام عن الحياة السياسية ما يزال يحظى بشعبية وازنة يمكن تطويرها عندما يتخذ قرارا بذلك.
ثانيا: الحرص على العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي زاره في عين التينة وكذلك مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي التقاه في بيت الوسط، ما يؤكد استمرار التحالف بينهم، وتعزيز العلاقة المميزة التي لم تنقطع.
ثالثا: زيارة الحريري الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في منزله والتي أكدت على متانة العلاقة بين الرجلين وعلى دعم الحريري للخطوات التي يتخذها ميقاتي الذي يشكل اليوم خط الدفاع الاول عن موقع رئاسة الحكومة.
رابعا: التأكيد على مرجعية دار الفتوى بزيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في أول تحرك للحريري بعد عودته.
خامسا: تأكيد الحريري أن الطعنة التي تلقاها من القوات اللبنانية ما يزال جرحها مفتوحا ولم يندمل، حيث وبحسب المعلومات المتداولة رفض الرد على إتصال الدكتور سمير جعجع، وحرص خلال لقائه وفد نواب القوات أن يوجز في الكلام السياسي لجهة بقائه من دون حليف، وأن يُسهب في الحديث عن الذكاء الصناعي ودعوة النواب الى استخدامه، قاطعا الطريق بذلك على أي محاولة للقوات طرح أي تعاون أو تحالف جديد.
سادسا: الغمز من قناة التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل بالاشارة الى من حرق دين طائفته بحجة الدفاع عنها وعن حقوقها.
سابعا: تأكيد حضوره في مجلس النواب عبر عدد من النواب السنة الذين حرصوا على زيارته اكثر من مرة..
ثامنا: التشديد على أن تيار المستقبل ما يزال حاضرا بنوابه السابقين وقياداته وكوادره وانصاره الذين التقاهم الحريري في بيت الوسط.
تاسعا: الرد على الشائعات التي تحدثت عن خلافات ضمن العائلة من خلال حرص الحريري على تلاوة الفاتحة على ضريح والده برفقة عمته بهية وعمه شفيق.
عاشرا: رسالة الحريري بأن بيت الوسط سيبقى مفتوحا للجميع، ما يؤكد أن قرار تعليق العمل السياسي ربما يكون طويلا لكنه قابلا للكسر في أي لحظة عندما تتهيأ الظروف..
Related Posts