اساءات باسيل مستمرة.. هل انتهت مصلحته مع حزب الله؟!… غسان ريفي

دخل تفاهم “مار مخايل” بين حزب الله والتيار الوطني الحر مرحلة “المساكنة بالاكراه” التي من شأنها ان تفضي الى الفراق النهائي في أي وقت، خصوصا ان السنوات الماضية من الوفاق كانت أشبه “بالحب من طرف واحد” المعروف انه لا يدوم ولا يثمر وهذا ما تجلى مؤخرا.
يبدو واضحا ان النائب جبران باسيل قد إعتاد “الدلال السياسي” الذي يقوم على استخدام قوة وحضور حزب الله في تحقيق مصالحه ومكاسبه، سواء بدعم توجهاته في الحكومات التي تلت التفاهم وكان فيها وزيرا “سوبر” وحائزا على الثلث المعطل بأكبر قدر من الحقائب الوازنة، أوباقفال الابواب في وجه خصومه السياسيين، وصولا الى إيصال عمه العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية بعد سنتين ونصف السنة من التعطيل، وما رافقها من تجاوزات ومشاريع وصفقات ضجت بها وسائل الاعلام بعد التسوية الرئاسية بين باسيل وسائر القوى التي كانت شريكة فيها.
عمل باسيل وفق قاعدة “فرفور ذنبو مغفور” فبالرغم من تحالفه مع حزب الله والذي يفترض إحترام خياراته وتوجهاته، سارع الى التحالف مع أعتى خصومه من القوات اللبنانية في تفاهم معراب والاتفاق على تقاسم المواقع المسيحية، الى تيار المستقبل بما عرف بالتسوية الرئاسية، فضلا عن التفرد بالاتصالات الاميركية والقطرية والفرنسية والبلغارية وغيرها والغمز من قناة الحليف واللجوء الى بعض التصريحات بفعل ضرورات مسيحية شعبوية يحتاجها.
كل ذلك كان كفيلا بازعاج حزب الله الذي لم يبد أي شيء من هذا القبيل، وما كان يريد استيضاحه من باسيل كان يلجأ الى الجلسات السرية البعيدة عن الاعلام حرصا على هذا التفاهم.
لكن ما حرص عليه حزب الله طيلة السنوات الماضية، سارع باسيل الى القيام بعكسه، فلم يكد يرى ان مصلحته بدأت تنتهي مع الحزب لكونه لا يتعاطى معه كمرشح رئاسي، ولم يسايره في عدم المشاركة بالحكومة التي عقدت جلساتها من اجل مصلحة الناس. حتى انقلب عليه بأبشع صورة.
سارع باسيل الى إخراج نفسه من المنظومة السياسية التي حكمت منذ العام 2009، وكأنه ولد يوم أمس سياسيا وخرج الى الواقع اللبناني وفوجئ بالفساد المستشري لينتفض بوجهه بينما كان هو احد ابرز اركانه وكثيرة هي الشواهد الحاضرة في هذا الاطار.
لم يعد خافيا على أحد ان جبران باسيل يحاول ابتزاز حزب الله برفع السقف السياسي وتهديد تفاهم مار مخايل، الا أن الحزب وبالرغم من كل الاخطاء والخطايا التي يرتكبها باسيل بحقه ما يزال يضبط النفس ويعضّ على الجرح ويمنع السجال، ادراكا منه للحالة النفسية التي تخيم على باسيل بفعل خسارته السلطة واخفاقه المستمر في استردادها.
لا شك في أن حزب الله يتعاطى مع باسيل بواقعية سياسية، فهو لا يستطيع ان يستفز اللبنانيين ويتحداهم ويدخل مع باسيل بتجربة فاشلة جديدة تمتد لست سنوات اضافية، علما ان باسيل ليس الجنرال عون وهو اليوم مقطوع من شجرة سياسية وبدون حليف حتى ان تكتله النيابي اصابه التصدع بفعل مواقفه التي تحاكي شكلا الواقع المسيحي وتختزن ضمنا انانية سياسية يسعى من خلالها الى تحقيق المصالح.
أمام هذا الواقع، واستمرار الحزب في التغاضي عن اساءات باسيل التي بلغت في الخطاب الاخير مداها، ترى مصادر سياسية أن الحزب كان واضحا في انه “لا ينزع يده من حليف الا اذا نزعها هو”، وعلى باسيل أن يحدد خياراته فاما ان يعلن انتهاء التحالف ليبيع ويشتري فيه على هواه، أو ان يحرص عليه وهذا يحتاج مراجعة كبيرة وربما الى اعتذار!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal