أين ستظهر براعة التغييرين؟… مرسال الترس

كثيرون من الذين راهنوا على أن النواب الجدد الذين حملوا لواء “التغيير” سيُحدثون الفرق عندما يصلون الى ساحة النجمة بدأ الإحباط يتسلل الى نفوسهم!

فالشباب و”الصبايا” الذين فشلوا في الاتفاق على لوائح موحدة ليخوضوا من خلالها انتخابات الخامس عشر من آيار، لم يتوقع أحد أنهم سيشكلون فريقاً واحداً بعد حصولهم على اللوحة الزرقاء. وها هو أحد أبرز حلفائهم المفترضين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد حمّلهم صراحة مسؤولية فوز النائب نبيه بري بالمرة السابعة في رئاسة المجلس ونائبه (أحد الرموز البارزين في التيار الوطني الحر) الياس بوصعب نائباً له. نكاية بكل التغيير والاصلاح والثورة.

وهؤلاء “الشباب والصبايا” لم يستطيعوا تكوين كتلة او تجمع او نادٍ ليفتشوا عن اسم يختارونه لرئاسة الحكومة المقبلة، ولذلك عمدت دوائر مجلس النواب الى “ارسالهم” فرادى الى القصر الجمهوري للإستماع الى آرائهم في من سيكون صاحب الدولة الذي يركب في سيارة الرقم ثلاثة.

وهؤلاء “الشباب والصبايا” الذين يحلمون بالتغيير لن يستطيعوا الدخول الى جنة الحكم عبر أية وزارة لأن أقل مجموعة يحق لها المطالبة بوزارة يجب أن تكون مؤلفة من أربعة نواب، ولذلك سيبقون خارجاً كما حصل معهم في رئاسة اللجان النيابية. حيث وقفوا يتفرجون على رئاسات اللجان تتطاير من فوق رؤوسهم فيما هم بالكاد جرت تسميتهم بالتوافق في هذه اللجنة او تلك. 

وبالرغم من “رقم الشؤم” الذي يتكون منه عددهم (13)، فإنه كان بامكانهم تكوين كتلة فاعلة في مجلس النواب، وربما لاحقاً في مجلس الوزراء، ولكن تنطبق عليهم تلك الحكاية التي رواها أحد الآباء لإبنائه العشرة حين جمعهم وأراد ان يوصل لهم رسالة: فجاء بمجموعة من القضبان وكسر إحداها بسهولة، وكذلك الإثنان والثلاثة، ولكنه لم يستطع كسر القضبان العشرة مجتمعين.

فعلى الأقل كونوا على مستوى الثقة التي وضعها ناخبوكم بكم، وعلى مستوى الآمال الزهرية التي رسمها ذاك الحراك الشعبي الذي إنطلق في السابع عشر من شهر تشرين الأول عام 2019 ويصر البعض على تسميته بـ “الثورة”. لتستطيعوا، ليس إحداث فرق وتغيير، كما كان متوقعاً. وإنما من أجل “ضربة كف”على الأقل، حتى يُقال أن هذا ما استطاعوا فعله، والاّ فانهم كما دخلوا سيخرجون من المولد بدون حمص!  


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal