هل ستنعكس المرآة الأوكرانية على لبنان؟… مرسال الترس

إنتهت الانتخابات في لبنان بأقل قدر من التداعيات التي كانت تتحدث عن إمكانية إجرائها من عدمه، وصولاً إلى التخوف من حصولها على نار حامية قد تطيح بالوضع الأمني “الممسوك” إلى حد كبير بالرغم من كل الأزمات المالية والمعيشية والحياتية التي يعيشها اللبنانيون منذ ما يقارب الثلاث سنوات.

وبناء على النتائج توزعت القوى والفاعليات اللبنانية بين مصفق وراضٍ وحزين ومعترض ولكن الأسوأ هو أن يُدفع أهل الوطن للانزلاق إلى ما يتخوف منه كثيرون من جراء حجم التدخلات التي حصلت، او التي يُعد لها في مجلس نواب أكثر ما يكون قابلاً للتشرذم، نتيجة عدم وجود كيمياء بين تكتلاته المتعددة. لاسيما وأننا نحن اللبنانيين موضوع قابل لإدارة أذنينا للخارج منذ عشرات العقود الأمر الذي أدخلنا في حروب وصراعات لا ولم تنته بعدما تشرذمنا ليس إلى فرق طائفية فقط، وإنما إلى تطاحن مذهبي ليس في جوارحه أية رحمة حتى بين الأخ وأخيه.

صباح أمس الجمعة، وبعد ثلاثة أيام فقط على صدور نتائج الإنتخابات، تحدثت بعض وسائل الإعلام عن إجتماع لعدد من النواب الجدد الذين يحملون صفة تغييريين، بناء على دعوة وترتيب أميركي في أحد فنادق “المنطقة الشرقية” من العاصمة (هذا اللقب الذي أطلق عليها أثناء حرب السنتين). “في لقاء اتّسم بطابع بروتوكولي. وبأن الاجتماع هدفه المزيد من التعارف ودرس إمكانية التجمع في كتلة نيابية، انطلاقاً من مسؤولية ملقاة على عاتقهم، والظروف التي تستدعي وضع برنامج تشريعي مشترك يكون محور مواجهتهم في البرلمان”. 

صحيح أن الإجتماع لم يصدر عنه أي موقف أو بيان، ولكن المجتمعون أبقوا النقاش مفتوحاً. 

والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو: لماذا يستوجب وجود أصابع أميركية أو سواها لعقد إجتماع لنواب لبنانيين (منتخبين)، أم أن البعض يظن أن أي خارج يعمل بدون أجندة أو استراتيجية محددة ومدروسة لتخدم ما يهدف له. وغالباً ما يتحمل نتائجها أهل البيت. ولعل هذا ما تابعناه او خبرناه في اوكرانيا حديثاً أو في فنزويلا والعراق والصومال سابقاً واللائحة تطول.   

بالتأكيد أن اللبنانيين سيتابعون وينتظرون المزيد من المناقشات والصراعات التي يتمنى أهل الخبرة أن لا تخرج عن سياقها الذي تعودنا عليه، عندما يكون هناك دور لإصابع قذرة في حياة الشعوب المغلوب على أمرها أن لا تحظى بسيادتها أو ما يسمى “استقلالها” يوماً.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal