بعدما ضاعت الاموال ينزعون ″اللقمة″ من فم اللبناني!… مرسال الترس

من الصادق أكثر وزارة الإقتصاد التي تتهم أصحاب الأفران بالاحتيال . أم من يديرون المخابز الذين وجّهوا الاتهامات لوزارة الاقتصاد بإنها تسعى للتذاكي عليهم؟ وبين الإثنين يفتش اللبناني عن لقمة عيشه بالذل وطوابير الإنتظار وصولاً الى الإغماء والتضارب وأحياناً التهديد برمي القنابل!

 وزير الاقتصاد امين سلام قدّم أكثر من إخبار الى النيابة العامة المالية ضد المحتكرين وتجار رغيف الخبز لتحايلهم على قرارات وزارة الاقتصاد والتجارة من أجل الكسب غير المشروع وتكديس الأرباح عبر هدر المال العام والإستثمار في وجع اللبنانيين وحاجاتهم الأساسية. وأصحاب الأفران ردّوا برفض الاتهامات متهمين الوزارة والمراجع المالية بالتقصير في تأمين القمح المدعوم. وبين “حانا ومانا” ضاعت لحى المواطنين بين اقدام الذين يتزاحمون للحصول على ربطة خبز، هي في الواقع نصف ربطة مع أسعار تستند الى الدولار  الذي لا يستقر على حال. والخوف أن لا تنزلق تلك التي تسمى ربطة وربما بعد غد الى رغيف ولعلنا سنصل الى “كدشة” كما روّجت إحدى اغاني سبعينات القرن الماضي. 

عندما اندلعت شرارة الاحتجاجات في خريف العام 2019 كان هناك من يهدد اللبنانيين بإعادتهم الى العصر الحجري وها هم اليوم يعيشون في لجة ذاك العصر بفضل الآداء السياسي للعديد من السياسيين الذين لم يتركوا مجالاً الاّ ودفعوا الفساد اليه، وبفضل الجشع الذي يمارسه التجار بكل فئاتهم بأبشع الصور ونتيجة الطمع الذي تبين أنه يعشّش في نفوس طبقات مختلفة من الشعب اللبناني.

والواضح أنه إذا بقي نفس الاداء مسيطراً على من يتقاتلون، على رغيف الخبز، وعلى من يتاجرون، بالطحين الفاسد والقمح المعفن، والسياسون لاهون عن مصالح الوطن بـ “ترتيب” أمورهم ومراكزهم فلن نبقى في العصر الحجري بل سننزلق الى العصور الطبشورية أو الجوراسية.

بالأمس القريب شحت المحروقات على الأراضي اللبنانية بسبب الدعم الذي يجري تهريبه. وعندما تم رفع الدعم تأمنت المادة باسعار غير مسبوقة في روزنامة اللبناني الذي يعمل على تييسير أموره وفق قدراته. فاذا كان رفع الدعم من الدولة التي تقف على مشارف الإنهيار  عن القمح والطحين يسمح بأن تصبح “لقمة الخبز” مؤمنة في الأسواق بدون ذل، فعندها إما “يدبر” ذاك اللبناني (المتشبث بهذه الأرض) لقمة عيشه. أو “يثور” لأخذ حقوقه من دولة لم يعد لديها من الحقوق الا ما ندر. وعندها ربما يستعيد قدرته التي بدأها في ذاك الخريف وسلبها منه أولئك القادرين على سرقة النوم من عيون الأطفال من دون أن يدركهم أحد!.. 


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal