إنتخابات 2022: الإنقسام السياسي على حاله.. وتشرذم سنّي… عبد الكافي الصمد

لم تخرج صناديق الإقتراع في انتخابات 15 أيّار بأيّ جديد، إذ بقي الإنقسام السّياسي العمودي على حاله، وكشفت النتائج التي أظهرتها الإنتخابات بأنّ الكتل والأحزاب الرئيسية في لبنان قد حافظت على عدد نوّابها وأعضائها في البرلمان الجديد، مع استثناءات قليلة لم تلغِ القاعدة.

فالثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل خرج من الإنتخابات النيابية الأخيرة رابحاً من خلال تجديد فوزه بأغلبية المقاعد الشيعية، إضافة إلى فوزهما بمقاعد للحلفاء معهما في اللوائح التي خاضا بها الإستحقاق الإنتخابي الأخير، وبالتالي منعا أيّ طرف منافس أو خصم من تسجيل خرق في دوائرهما الإنتخابية.

نجاح الثنائي الشيعي سار على منواله التيّار الوطني الحرّ الذي حافظ مع حلفائه على بقائه أكبر كتلة نيابيّة مسيحية في مجلس النوّاب، وهو إنتصار يُسجّل لرئيس التيّار النائب جبران باسيل، وكذلك لرئيس الجمهورية ميشال عون قبل أشهر قليلة من انتهاء فترة ولايته الخريف المقبل، برغم التشكيك الذي ساد في الأشهر الأخيرة وتحدثت عن تراجع في شعبية التيّار البرتقالي، لتأتي الإنتخابات وتثبت العكس تماماً.

ومع أنّ القوّات اللبنانية زادت عدد نوّابها في البرلمان الجديد، مقارنة بالمجلس السّابق، فإنّها فشلت في تحقيق أمرين: الاوّل أن تتقدم على التيّار الوطني الحرّ في الشّارع المسيحي، والثاني هو خسارة أحد مقعدي قضاء بشري حيث حاضنتها الرئيسية.

مسيحياً أيضاً، فقد عزّز حزب الكتائب وضعه من خلال فوزه بـ5 مقاعد، بعدما كان فاز في المجلس السابق بـ3 مقاعد فقط، في مقابل حفاظ تيّار المردة على وضعه، بالرغم من خسارته مقعدين في زغرتا والكورة عوّضهما بمقعد في بشري وبحلفاء.

بقاء السّاحة المسيحية على حالها من حيث توزّع القوى والإنقسام لم ينسحب على السّاحة الدرزية. فقد أبقت نتائج الإنتخابات النيابية الزعيم الدرزي وليد جنبلاط متفرّداً وحيداً بالتمثيل النيابي لطائفته بعد خسارة أكبر خصمين له، النائب السابق طلال إرسلان والوزير السابق وئام وهاب، من غير أن يؤدي ذلك إلى إزالة الإنقسام داخل البيت الدرزي الذي يتوقع أن يشهد في المرحلة المقبلة مزيداً من التجاذبات كما هو حال البيت المسيحي.

أمّا السّاحة السنّية فوحدها كانت مشتتة ومشرذمة ومنقسمة على حالها، وهي كانت كذلك قبل الإنتخابات ولكن أصبحت حالتها أسوأ بعد الانتخابات. فقد أدّى غياب الرئيس سعد الحريري ومثله الرئيس نجيب ميقاتي عن المشهد الإنتخابي إلى إحداث فراغ كبير فيها، ودفع قوى وشخصيات سياسية أخرى، حتى من خارج الطائفة، إلى استغلال هذا الغياب للتقدم وملء الفراغ الذي أحدثه غيابهما، من شخصيات وأحزاب وقوى سياسية مختلفة، وقوى المجتمع المدني التي وجدت السّاحة السنّية خالية أمامها أكثر من أي ساحة أخرى، لتكون النتيجة أن ممثلي الطائفة السنية سيكونون الأضعف والأقل تأثيراً في المجلس النيابي الجديد.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal