الضنّية والمنية: حضور العائلات وتناتش تركة المستقبل… عبد الكافي الصمد

للمرّة الأولى منذ أكثر من عقدين ونصف من الزمن يغيب آل الحريري وتيّار المستقبل عن المشهد الإنتخابي في الضنّية والمنية، وتغيب الخيمة الزرقاء التي بدأت تمدّ ظلّها فوق المنطقة ومختلف الدوائر والمناطق اللبنانية منذ عام 1996 بشكل تدريجي.

ومع أنّ نائبيّ التيّار الأزرق سامي فتفت وعثمان علم الدين إستمرا في ترشّحهما مخالفين قرار الحريري بالإمتناع عن الترشّح ومقاطعة الإنتخابات والعزوف عن خوضها، كما ترشّح معهما كثيرون يدورون في فلك تيّار المستقبل، فإنّ كلّ ذلك لم يسدّ فراغ غياب التيّار ولا ماكينته الإنتخابية.. وجمهوره.

غياب الحريري وتيّاره دفع الخارجين على قراره من المرشّحين إلى بذل محاولات لاستمالة القاعدة الزرقاء إلى صفوفهم، وسط “تناتش” غير مسبوق على أصوات الناخبين الزرق، برغم عزوف قسم لا بأس به منهم عن المشاركة في العملية الإنتخابية، ما سيؤدي برأيّ كثيرين إلى تراجع محتمل لنسبة الإقتراع تحت عتبة الـ51 في المئة التي سُجّلت في دورة إنتخابات عام 2018.

هذا التناتش على أصوات ناخبي تيّار المستقبل لا يقتصر على المرشّحين الذين يدورون في فلكه، بل امتد إلى مرشّحين آخرين من عائلات سياسية لا يخفون طموحهم في مدّ يدهم إلى إرث القاعدة الزرقاء، والحصول على ما أمكنهم من أصواتهم، على أمل حصد النجاح، أو على أقل تقدير تحقيق نتيجة جيدة يُعوّلون عليها في استحقاقات إنتخابية مقبلة.

في مقابل ذلك، يبدو النائب جهاد الصّمد الثابت الرئيسي في القضاء بين متحوّلات السياسة وتقلباتها. فبعد فوزه في دورة الإنتخابات السابقة وتصدّره الفائزين بأكثر من حاصل إنتخابي، وهو احتمال يُرجّح تكراره اليوم، ما يرسّخ وجوده السّياسي وزعامته في الضنية.

أمّا في المنية، فإنّ إبعاد لائحة المتمردين على الحريري وتيّار المستقبل علم الدين عن لائحتهم، وترشيح أحمد محمود الخير مكانه، جعل المنافسة محتدمة بين الإثنين وبين النائب السابق كاظم الخير المرشّح على لائحة تحالف تيار العزم ـ محمد كبارة، وسط ارتفاع نسبي في حظوظ الأخير بالفوز، لكن لن يُحسم ذلك إلا في صناديق الإقتراع.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal