ناخبو المستقبل أمام خيارات عدّة أحلاها مرّ… عبد الكافي الصمد

ماذا سيفعل ناخبو تيّار المستقبل؟، هل سيشاركون في الإنتخابات النيابية المرتقبة في 15 أيّار المقبل، أم سيلتزمون قرار زعيمهم الرئيس سعد الحريري بمقاطعة الإنتخابات؟، وإذا خرجوا عن طاعة الحريري ولم يلتزموا بقراره، كليّاً أو جزئياً، إلى أين سيذهبون، ولمن سيصوتون من بين المرشّحين واللوائح؟، وكيف ستكون ردّة فعلهم يوم الإنتخابات وبعده؟، وكيف سيكون تعاطيهم مع نتائجها؟، وهل سيخرج عليهم الحريري ليتحدث إليهم قبل الإنتخابات أو بعدها، حسب توقعات، وماذا سيقول لهم؟

هذه الأسئلة التي تزدحم بها السّاحة السياسية والإعلامية في لبنان هذه الأيّام، لا تجد إجابة على أيّ منها، بل إنّ أغلب الكلام الذي يجري تداوله هذه الأيّام حول مصير ومستقبل وتوجّه الكتلة الناخبة المؤيّدة لتيّار المستقبل هو مجرد تكهنات وتوقعات وأمنيات ليس إلا، وهي أسئلة تزداد وتتراكم كلما اقترب موعد الإستحقاق الإنتخابي بعد نحو 10 أيّام.

هذه التوقعات التي لا تجد من يؤكّدها أو ينفيها رسمياً، برغم كلّ الكلام الذي يُقال حول توجّه الكتلة الناخبة لتيّار المستقبل، تذهب في مسارات عدّة، منها أنّ أغّلبية هذه الكتلة ستلتزم بقرار الحريري وتلتزم بيوتها وستقاطع الإنتخابات، لا بل يذهب البعض إستناداً إلى تحرّكات على الأرض أنّ بعض مناصري الحريري في مناطق نفوذهم سينزلون وسيمنعون المواطنين من الإقتراع، والضغط عليهم عبر محاصرتهم مراكز الإقتراع لهذا الغرض.

ويذهب آخرون إلى أنّ قسماً وازناً من كتلة ناخبي تيّار المستقبل ستشارك في الإنتخابات عبر تصويتها لمرشّحين مقرّبين أو محسوبين على الحريري وتيّاره، منعاً للفراغ، ومن أجل قطع الطريق على خصوم وحلفاء يحاولون مدّ اليد والنفوذ إلى ساحتهم، مستغلين غياب الحريري وتيّار المستقبل عنها إنتخابياً.

إنقسام قاعدة تيّار المستقبل وإرباكها لا تتوقف عند هذا الحدّ، بل يتوقع مراقبون أن يصوّت قسم من هذه القاعدة لخصوم من فريق 8 آذار مثلاً ضد حلفاء طعنوهم في الظهر وغدروا بهم، إنتقاما منهم، على رأسهم القوّات اللبنانية والرئيس فؤاد السنّيورة، وهو ما أربك هؤلاء الحلفاء وجعل مقاعدهم النيابية السّابقة التي حصلوا عليها في دورة إنتخابات عام 2018 بفضل دعم الحريري وتيّاره، مهددة، وخسارتهم لها متوقعة.

وزاد الطين بلّة الإنتقادات القاسية التي وُجّهت إلى الحريري من بعض رعاته في الخارج، بسبب دعوته إلى مقاطعة الإنتخابات، وهي إنتقادات يُنتظر أن ترتد عكساً، وأن يتشنج الشّارع المؤيّد للحريري ويزداد صلابة وتمسكاً بموقفه بمقاطعة الإنتخابات، حتى لو خرج الحريري ودعاهم للمشاركة فيها، لأنهم سينظرون إلى دعوتهم، إذا حصلت، على أنّها نوع من ممارسة الضغط عليه، وبالتالي فإنّ رفضهم لعدم المشاركة في الإنتخابات سيتضاعف.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal