ثلاثة أيّام فقط تفصل اللبنانيين عن استحقاق الإنتخابات النيابية، حيث يبدأ النزال الإنتخابي الذي على أساسه ستظهر النتائج وستتضح ملامح المجلس النيابي الجديد على نحو بارز، وهي ملامح سترسم معالم المشهد السياسي في لبنان في السنوات الأربع المقبلة.
أبرز المحطات التي يفترض بالمجلس النيابي الجديد مواكبتها ثلاث، أولاها إنتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي، الذي يُرجّح أن لا يتغير وأن يكون الرئيس نبيه برّي رئيساً جديداً بلا أيّ مفاجآت تذكر، أللهم إلا في عدم تصويت بعض الكتل النيابية له كنوع من تسجيل الموقف.
أمّا ثاني هذه المحطات فتتمثل في دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون النواب إلى استشارات نيابية ملزمة من أجل تكليف شخصية سياسية ما لتأليف حكومة العهد الأخيرة، بينما ثالث هذه المحطات وأبرزها فهي إنتخاب المجلس النيابي الجديد رئيس جديد للجمهورية خلفاً لعون الذي تنتهي فترة ولايته في 30 تشرين الأول المقبل.
في هذه الأثناء، وخلال ما تبقى من أيّام قليلة قبل موعد الأحد المقبل، بدأت جوجلة أسماء المرشّحين واللوائح في معظم الدوائر الإنتخابية، ومنها دائرة الشّمال الثانية التي تضمّ طرابلس والضنية والمنية، كونها تضم أكبر عدد من اللوائح بلغت 11 لائحة، فضلاً عن أنّ عدد نواب هذه الدائرة يبلغ 11 نائباً، ينتظر أن يتوزعوا على مختلف الكتل النيابية نظراً للتنوّع الكبير في أسماء المرشّحين المحسوبين أو المقرّبين من هذا الطرف السّياسي أو ذاك.
أربع لوائح تتصدر المشهد السّياسي في هذه الدائرة، لائحة “للناس” و”لائحة الإرادة الشعبية”، و”إنقاذ وطن”، و”لبنان لنا” حيث أشارت أغلب إستطلاعات الرأي التي أجريت سابقاً عن أنّ كلّ لائحة تسعى الى تأمين عدد من الحواصل، وسط طموحات تبقى مرهونة بالأجواء التي ستسيطر على الانتخابات.
لائحة “للناس” التي تشكل تحالفا بين تيار العزم والمرشح كريم كبارة نجل النائب محمد كبارة، تضم اليهما الحزب التقدمي الاشتراكي عن طريق مرشحته عفراء عيد، اضافة الى مرشحين لهم حضورهم في مختلف المناطق لا سيما الشعبية منها ما يمنحها مزيدا من الأصوات.
أمّا “لائحة الإرادة الشعبية” التي تشكل تحالف النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد، فتضم إليهما أيضاً تيار المردة عبر مرشحه رفلي دياب، وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية عبر مرشّحها طه ناجي، والدكتور أحمد الأمين وشخصيات مستقلة لها حضورها واحترامها.
بدورها، تطمح لائحة “إنقاذ وطن” التي تشكل تحالف الوزير السابق أشرف ريفي والقوات اللبناينة إلى تسجيل إنجازين: الأول وصول ريفي إلى الندوة البرلمانية للمرة الأولى، والثاني فوز القوات بالمقعد الماروني في طرابلس على حساب مرشح لائحة للناس سليمان جان عبيد، برغم ما يشكل ذلك من حساسية مفرطة لدى الطرابلسيين بما يخص القوات اللبنانية.
وستحاول لائحة “لبنان لنا” برئاسة النائب السابق مصطفى علوش وتضم نواباً وشخصيات كانت تدور في فلك الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل مثل النائب سامي فتفت، ولم تستجب له بمقاطعة الإستحقاق الانتخابي كما فعل هو، فستحاول أن تلملم شتات التيّار الأزرق الذي تبعثر في غير اتجاه، وسط انقسامات لم تعد خافية داخل البيت الأزرق حول مقاربة الإنتخابات المقبلة، ترشيحاً وانتخاباً أو مقاطعة.
تبقى 7 لوائح أغلبها تضم مرشّحين عن وجوه المجتمع المدني وحَراك 17 تشرين، لكن أغلب التوقعات واستطلاعات الرأي لا تعطيها أيّ أفضلية بتجاوز العتبة الإنتخابية والفوز بحاصل نيابي إلا في حال حققت إحدى تلك اللوائح مفاجأة، حيث تشير بعض إستطلاعات الرأي الى إمكانية أن تدخل لائحة “التغيير الحقيقي” القائمة على تحالف إيهاب مطر والجماعة الاسلامية الى المنافسة، وما دون ذلك، فإن سائر اللوائح ستكون على الأرجح، مجرد كومبارس.
Related Posts