..ورحل فريد مرقص الدويهي، الرجل النادر، الجريء، الشجاع، القوي الى صفات عديدة باتت نادرة الوجود في ايامنا هذه.
حتى الرمق الاخير ظل صديق الحقول والبساتين، راحته يجدها بين المزروعات وعشقه الأبدي تراب الأرض التي ورثها وزاد وزناتها واورثها لأولاده من بعده.
مئة واكثر من الابناء والاحفاد ترك هذا الرجل خلفاً له بحيث كان يحسب له حساب في الانتخابات النيابية التي نحن في عز معاركها اليوم، وكان إذا اعطى وعداً لا يحيد قيد انملة وان حدثته تجده تاريخاً من تاريخ مع ذاكرة فيل إذ قلما ينسى اي تفصيل.
في التقارير الإعلامية التي تحتاج لمن يعطي رأيه بصراحة ووضوح كنت استنجد به، وفي الريبورتاجات التي تحتاج لمعلومات موثقة كنت أتوجه الى دارته حيث كان استقباله لي ولكل ضيوفه مميزاً فتخرج من بيته حاملاً ومحملاً باطيب الفواكه والخضروات حسب وصف نقيب المحررين جوزيف القصيفي الذي كان بدوره يعتز بصداقة هذا الرجل “الفذ ذو الاخلاق”.
ابو راحيل كنا نناديه تحبباً رغم انه اب لسبعة صبيان وابنتين، فراحيل النقيبة السابقة لأطباء الأسنان هي ابنته وصديقته ورفيقة دروبه في حقول الزيتون حيث التقيته للمرة الاخيرة قبل رحيله وحيث صورة هذا الرجل الذي كان ناهز المئة لا تغيب عن بالي إذ كادت يدي ان تختنق بين يديه عند الترحيب والسلام فخلت انني امام عشريني في مطلع قوته في الحياة يرتدي الشروال ولا يتنازل عن الشوارب والعصا لمن عصى.
في السياسة لا يكل ولا يلين يدافع بشراسة عن من يؤيد، يؤكد للحليف والخصم من اصدقائه وجيرانه واهل بيته انه يسير دائماً وابداً الى جانب الاوفياء ومن يقدرون الناس ويحترمون انصارهم وتهمهم مصلحة البلد.
رحل ابو جوزيف بهدوء عن صخب هذه الحياة التي عاشها بحلوها ومرها، كبيراً في الافراح وجباراً في الاحزان ومؤمناً بربه وخالقه في كل الاحيان.
بإسمي وبإسم رئيس تحرير موقع “سفير الشمال” الاستاذ غسان ريفي نتقدم من الصديقة العزيزة النقيبة راحيل الدويهي بأحر التعازي ونحن ادرى الناس بوجع فراقها احب الناس، سائلين الله ان يتغمد والدها بفيض رحماته.
Related Posts