إنخفاض الإقتراع في دائرة الشمال الثانية يفتح الباب لمفاجآت… عبد الكافي الصمد

لم يعد خافياً أنّ استحقاق الإنتخابات النيابية المقبلة سيشهد إنخفاضا ملحوظاً في أعداد ونسبة الإقتراع، وأنّ فئات واسعة من النّاخبين لن تتوجّه إلى صناديق الإقتراع في 15 أيّار المقبل، ما جعل كثير من المراقبين يتوقعون أن تنخفض نسبة الإقتراع بين 10 ـ 15 في المئة، في مناطق ذات أغلبية سنّية تحديداً.

ويعود عزوف النّاخبين وتراجع حماستهم في المشاركة بالعملية الإنتخابية إلى انسحاب قطبي رئيسيين في السّاحة السنّية من المشهد الإنتخابي، هما الرئيس سعد الحريري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وعدم ترشّحهما، ما أصاب تلك السّاحة بالإحباط، إضافة إلى الأزمة المعيشية والإقتصادية التي ستترك بلا شكّ آثارها على مجمل السّاحات، وستؤدّي حتماً إلى تراجع نسبة الإقتراع بشكل عام لدى كلّ الطوائف وفي جميع الدوائر والمناطق.

وبدا في الأيّام الأخيرة أنّ دائرة الشّمال الثانية (طرابلس والضنّية والمنية) تستقطب الأنظار في هذا المجال أكثر من أيّ دائرة أخرى، فهي إضافة إلى كونها معقل ميقاتي وإحدى معاقل الحريري وتيّاره، تعدّ أكبر دائرة سنّية في لبنان، أيّ أنّها معنية أكثر من غيرها بالإستحقاق الإنتخابي المقبل من هذه الناحية، إذ يبلغ عدد النّاخبين السنّة فيها 315 ألفاً من أصل 377 ألف ناخب، بنسبة تقارب 83 في المئة من مجمل عدد النّاخبين، الذي سيقترعون لانتخاب 8 نواب سنّة، 5 في طرابلس، 2 في الضنّية و1 في المنية، إضافة إلى 3 مقاعد في طرابلس موزعة على الروم الأرثوذكس والموارنة والعلويين.

غير أنّ هذا البحر من النّاخبين السنّة الذي اقترع في دورة إنتخابات 2018 بنسبة 43.34 في المئة، تشير أغلب التقديرات واستطلاعات الرأي إلى أنّ نسبة الإقتراع فيها ستنزل إلى ما دون 30 في المئة، وهي في مدينة طرابلس ستكون أقلّ من نسبة الإقتراع في الضنّية والمنية، قياساً على الإنتخابات الماضية، حيث ناهزت عامها حاجز الـ50 في المئة فيهما، بينما كانت في طرابلس فوق عتبة الـ30 في المئة بقليل.

هذا التراجع المتوقع في نسبة الإقتراع يعني بكل بساطة أنّ الحاصل الإنتخابي الأوّل في دورة 2018 الذي كان 13311 صوتاً والحاصل الثاني والنهائي 11187 صوتاً، سينزل إلى أقل من 9 و7 آلاف صوت على التوالي، الأمر الذي عنى برأي خبراء بالشأن الإنتخابي أنّ المرشّح الذي سيحصل على أصوات تتراوح بين 5 آلاف إلى 7.5 آلاف صوت تفضيلي سيتمكن من الفوز بأحد مقاعد الدائرة، خصوصاً بما يتعلق بالمقاعد السنّية، أمّا المقاعد الثلاث المخصّصة للأقليات، فإن الفائزين بهم ستترواح أصواتهم بين ألف إلى ألفي صوت.

ما سبق لا يعني فقط بأنّ المرشحين البارزين في هذه الدائرة سيفوزون بمقاعدهم بلا كبير عناء، كما حصل في الدورة السّابقة، بل إن مرشّحين الصفّ الثاني والثالث ومغمورين سوف يتمكنون من تسجيل مفاجأة وحصد أحد أو بعض مقاعد هذه الدائرة، طالما الظرف يناسبهم من جميع الجوانب.


Related Posts


        

Post Author: SafirAlChamal