بعد إقفال باب تأليف اللوائح العدّ التنازلي للإنتخابات يبدأ غداً… عبد الكافي الصمد

منتصف ليل اليوم الإثنين، 4 آذار الجاري، يقفل باب تأليف اللوائح الإنتخابية التي ستخوض غمار الإستحقاق الإنتخابي المرتقب في 15 أيّار المقبل، وبعده ستتضح ملامح صورة المرحلة المقبلة على نحو أفضل، إذ سيتقرر عندها على نحو نهائي عدد المرشّحين واللوائح التي جرى تسجيلها في وزارة الداخلية والبلديات، تمهيداً للنزال الإنتخابي المنتظر.

ويمكن القول ببساطة إنّ العدّ التنازلي للإنتخابات سيبدأ يوم غد بعد أن يعرف النّاخبون أي من المرشّحين بقي في السباق، وعدد اللوائح وأسمائها وشعاراتها وأعضائها، بعد انتهاء مرحلة غربلة الأسماء الثانية التي ستنتهي منتصف هذه الليلة، بعد مرحلة الغربلة الأولى في 30 آذار الماضي، وهي الفترة التي حدّدها القانون وسمح خلالها للمرشحين بالإنسحاب من الإنتخابات النيابيّة.

عندما أُقفل باب الترشّح في 15 آذار الماضي بلغ عدد المرشّحين 1043 مرشّحاً، إنسحب منهم 42 مرشّحاً فقط، لكنّ عدد المرشّحين الذين بقوا في السّباق الأنتخابي مرجّح لأن ينخفض بعد انتهاء مهلة تأليف اللوائح اليوم، وسقوط تلقائي لمرشّحين لم يستطيعوا الإنضواء في لوائح لأنّ قانون الإنتخابات لا يقبل الترشّح الفردي، ويشترط على كلّ مرشّح الإنضواء في لائحة تتشكل من 40 في المئة بالحد الأدنى من مقاعد أيّ دائرة إنتخابية.

ومن باب المقارنة، ففي دورة إنتخابات عام 2018 إستقر عدد المرشّحين النهائي على 597 مرشّحاً خاضوا الإنتخابات في 77 لائحة، غير أنّه يبدو اليوم أنّ عدد المرشّحين الذين سيبقوا في السباق الإنتخابي، وكذلك اللوائح التي ستؤلف، سيكون أكبر من عدد مرشحي ولوائح دورة إنتخابات عام 2018.

خلال فترة الـ40 يوماً المقبلة ستشهد الدوائر الإنتخابية حملات للوائح والمرشّحين في كلّ المناطق بلا استثناء، وستنظم لقاءات ومهرجانات إنتخابية لهذه الغاية، وإنْ كانت المؤشّرات تعطي إنطباعاً أنّها ستكون أقل من لقاءات ومهرجانات عام 2018، بسبب الأزمة الإقتصادية الخانفة، والإرتفاع الجنوني في أسعار المحروقات، ما سيجعل أيّ حملة إنتخابية لأيّ مرشّح أو لائحة مكلفة مادياً للغاية.

كما ستنشط في الأيّام الـ40 المقبلة إستطلاعات الرأي التي سيحاول القائمون عليها جسّ نبض الشّارع والنّاخبين على اختلافهم، سواء لمعرفة حجم المقاطعة المتوقعة في الإمتناع عن اقتراع فئات من النّاخبين عن الإدلاء بأصواتهم، أو لمعرفة توجّهات النّاخبين في اختيار هذا المرشّح أو ذاك، أو تفضيل هذه اللائحة على تلك.

وبهدف جذب ما أمكن من ناخبين، خصوصاً بالنسبة للمرشّحين الجدد الذين سيقومون بكل ما أمكن من أساليب لاستمالتهم، وإغرائهم لهذه الغاية، خصوصاً في الشّارع السنّي الذي سيشهد عزوفاً كبيراً وغير مسبوق للناخبين في الإقبال على صناديق الإقتراع، ما سيجعل عدداً كبيراً من المرشّحين يرون أنّ عنصر المال سيكون فعّالاً لتعويض غياب إستمالة النّاخبين سياسياً أو طائفياً أو حزبياً كما كان يحصل في دورات الإنتخابات السابقة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal