متسلّحاً بالثقة التي نالتها حكومته في مجلس النواب، يتوجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى فرنسا اليوم في اول زيارة عمل له منذ التشكيل، سيبحث خلالها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سبل دعم لبنان واعادة تفعيل مؤتمر “سيدر”.
هي ليست المرة الاولى التي يتسلم فيها ميقاتي الحكم والبلاد في ازمة، الا ان التحدي امام حكومة “معاً للانقاذ” هذه المرة اكبر. فالانتخابات النيابية على الابواب والهم الاقتصادي يرخي بظلاله على اللبنانيين على اختلاف فئاتهم. فهل ستنجح الحكومة في وضع لبنان على سكة الاصلاح تمهيداً للخروج من الانهيار؟
داخلياً، تؤكد المصادر الاقتصادية انه “لا يمكن الطلب من الحكومة حل كل المشاكل الاقتصادية بما ان مدتها الزمنية قصيرة. وعليه فإن اهم ما يمكن ام تقوم به هو جدولة الاصلاحات بطريقة منطقية ووفقا للترتيب الزمني، اي البدء بالاصلاحات التي يتطلب تنفيذها وقتاً قصيراً.”
وتلفت المصادر الى ان “اهم اصلاح يجب القيام به هو رفع الدعم الذي سيعيد البلد الى الانتاج وينهي ازمة المحروقات. على ان تستتبع هذه الخطوة بتثبيت لسعر الصرف المستدام من اجل استعادة ثقة الناس، الامر الذي سينعكس ايجاباً على الاقتصاد”.
اما خارجياً، ف “لا مساعدات مادية للبنان من دون تنفيذ الاصلاحات”، بحسب ما يقول الخبير في الشؤون الفرنسية تمام نور الدين مؤكدا ان “فرنسا هي الراعي لحكومة نجيب ميقاتي، وانها ستدعمه في اي قرار يتخذه له علاقة بالاصلاحات”.
وحول زيارة ميقاتي الى فرنسا اليوم، يكشف نور الدين انها “تتزامن مع اجتماع لوزير الاستثمار السعودي خالد الفالح وتجمع اصحاب الشركات ورؤوس الاموال في فرنسا (MEDEF)”، لافتا الى ان “الامر ليس صدفة لذا ان الاجتماع قد حُدد بصورة عاجلة”.
اذاً على وقع الدعم الفرنسي لحكومة “معاً للانقاذ”، وبعد الدعم الكويتي الذي اعلنه امس السفير عبد العال القناعي من السراي الحكومي، هل يفتح الاجتماع السعودي الفرنسي الباب امام لقاء لبناني سعودي بمعية فرنسية وتستعيد السعودية دورها في لبنان والذي تعتكف عنه منذ مدة؟
Related Posts