هل تلقى خطوة حزب الله التجاوب اللازم؟… ديانا غسطين

على وقع الزغاريد ونثر الورود، وفي مشهد يذكر بصبيحة الرابع عشر من آب 2006، دخلت قافلة الصهاريج القادمة من سوريا والمحملة بالمازوت الايراني الاراضي اللبنانية من بوابة الهرمل.

ثمانون صهريجاً سعة كل واحد 50 الف ليترا من المازوت وصلت الى خزانات محطات الامانة تمهيداً لتوزيعها وفق البرنامج الذي اعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته يوم الاثنين الماضي.

وفي قراءة للمشهدية، يظهر واضحاً للجميع ان حزب الله قد نجح في كسر الحصار المفروض على لبنان، لا سيما لناحية التلويح الاميركي الدائم بالعقوبات وفقاً لقانون قيصر في حال تم التعامل مع سوريا.

حزب الله الذي يدرك جيداً حساسية المرحلة، لا سيما على وقع التغيرات الاقليمية الحاصلة (التطور في العلاقة بين فرنسا وايران والمفاوضات الاميركية الايرانية في فيينا) تمكن من فرض معادلة قوة جديدة. كيف لا واستجلاب البواخر المحملة بالمحروقات من ايران شكّل تحدياً للعدو الاسرائيلي الذي وقف وقفة المتفرّج دون ان يتجرّأ على القيام بأي عمل تخريبي.

الى ذلك، راعت قيادة حزب الله ومعها القيادة الايرانية دقة المرحلة التي يمر بها الداخل اللبناني (العقوبات الاميركية التي قد تطال المسؤولين اللبنانيين) فكانت سوريا الوسيط لوصول هذه المحروقات عبر مرفأ بانياس، الامر الذي يعيد الى الواجهة ضرورة استعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا وتفعيلها من اجل انقاذ ما تبقى من اقتصاد.

اذاً، لقد اثبت حزب الله مجدداً للخصوم والحلفاء على السواء، التصاقه بالناس وشعوره بمعاناتهم، فبادر الى تأمين ما ينقصهم، مبديا استعداده مد يد العون لكل الفرقاء من اجل اخراج لبنان من ازمته. فهل تلقى هذه الخطوة التجاوب اللازم ام ان البعض سيبقى غارقاً في الحسابات السياسية الضيقة حتى اندثار البلد؟


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal