كم من ″ثورة″ يجب أن تُطلق في لبنان؟… مرسال الترس

غريب فعلاً أمر المسؤولين والسياسيين في هذا اللبنان الذي أولده الإنتداب الفرنسي قبل مئة عام، والذي تم وصفه في نشيده الوطني بأنه ″دُرّة الشرقين″، وأجمعت البروباغندا التجارية السياحية على تحميله لقب ″سويسرا الشرق″، وأقنع الأخوين رحباني أهله بأنهم باتوا يعيشون في ″وطن النجوم″ التوصيف الذي أطلقه عليه الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي!

بعد كل هذه “الأُبهة”، وجد أهل هذه الأرض (التي حولها اجدادهم وبعرق جباههم إلى واحات خضراء وجنة معطاء) أنفسهم على “الحصيرة” – عفواً على أبواب جهنم – بفضل حفنة من المسؤولين والسياسيين الذين أجّروا ضمائرهم وباعوها في أسواق النخاسة والفساد بحفنة من فضة يوضاس الأسخريوطي.

لماذا هذا الكلام الآن؟

“لأنه في دولة الصين التي يقترب تعداد سكانها من المليار  ونصف المليار نسمة والتي كان الغرب يعيرّها بفقر مواطنيها المدقع، شدد رئيسها شي جين بينغ هذا العام، على ضرورة الدفع بـ”ثورة المراحيض” قدما في المناطق الريفية بالبلاد، داعيا إلى بذل الجهود القوية والعمل الفعلي لضمان الجودة والنتائج الفعلية للحملة.

“ثورة المراحيض” هي حملة أطلقها الرئيس شي عام 2015 وتهدف إلى تحسين الظروف الصحية في البر الصيني وفي المناطق السياحية، والتي كانت مصدر للشكوى من قبل السياح الأجانب.

وبين أعوام 2015 و2017 تم إعادة بناء أكثر من 68000 مرحاض عام، وفي العام 2017، تم التخطيط لإعادة بناء 64000 دورة مياه عامة أخرى. وأطلقت وزارة الثقافة والسياحة خريطة إلكترونية للمراحيض في الأماكن السياحية في عام 2019″. 

أما في لبنان الأصغر بين دول العالم يقف ممن تبقّى من مواطنيه على أرضه بالصفوف الطويلة امام المستشفيات والصيدليات ومحطات المحروقات وهم يحملون الشموع بأيدهم، نظراً لإنقطاع التيار الكهربائي على مدار ساعات اليوم، ليفتشوا عن أبواب المصارف التي نهبت جنى أعمارهم. فقط لأن “العم سام” يرغب في أن يلقنهم دروساً في كيفية الخضوع لجبروت الغرب، ولأنهم لم يلقنوا أنفسهم مبادئ الحفاظ على مصالحه ومصالح استراتيجيات ذاك الغرب وأتباعه. ولذلك فهو يتلذذ بدفعهم نحو الفقر والجوع فيما هم يتفرجون على ثرواتهم الطبيعية من النفط والغاز مطمورة بمياه البحار ولا يستطيعون رشف حتى حفنة مياه مالحة من حولها. ويفتشون في أعماقهم عن ثورة تنقذهم مما هم فيه، ولا يجدون!

لكل ذلك ومع استشارات تأليف الحكومة الجديدة بعد استشارات التكليف، يحلم اللبنانيون بحكومة تنتصر على منظومات الفساد التي عشّشت في الجسم اللبناني، وتنجح في إطلاق ثورات متعددة لتعزيز المفاهيم القادرة على بناء دولة المواطنة التي يستقتل أبناؤها في الدفاع عنها!.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal