لماذا يتجه الراعي لخسارة السنّة بعد إدارة الظهر للشيعة؟… مرسال الترس

يبدو ان البطريرك الماروني بشارة الراعي قد شرب ″حليب السباع″ مجدداً بعد مشاركته في المؤتمر الذي عُقد في الفاتيكان الاسبوع الماضي لـ ″الصلاة من اجل لبنان″. إذ أنه بعد التأزم مع المكوّن الشيعي وفريق المقاومة في لبنان رفضاً لمنطقي ″الحياد″ ومن ثم ″التدويل″ اللذين طرحهما سيد بكركي. فإنه أثار بخطبته الأحد الفائت السنّة في لبنان على خلفية شعار ″التكليف ليس أبدياً″.

فمنذ تشبث البطريرك الراعي قبل نحو سنة بطرحه الداعي إلى حياد لبنان: تشنجت العلاقة بين بكركي وحارة حريك التي إعتبرت أن طرحاً بهذا المستوى يجب أن يتم التوافق عليه على الأقل بين مكونات المجتمع اللبناني بكل طوائفه ومذاهبه، إذ إنه لا يخص طائفة أو مذهب بعينه. وقد وقفت إلى جانب حارة حريك العديد من المكونات اللبنانية من مختلف الطوائف والمذاهب مما أدى إلى شرخ عامودي جديد أضيف إلى ما هو قائم. ولم تكد تخف وطأة “الحياد” حتى فاجأ غبطته المكونات اللبنانية بطرح “التدويل” كحل لا مفر منه. الأمر الذي زاد في سوء العلاقات بلّة بين المرجعية الدينية المارونية وأرفع مرجعية شيعية!

وفيما إلتقطت دار الإفتاء السنية أنفاسها، وتموضعت في صفوف المتفرجين على ما يحصل. حتى جاءتها “قذيفة عاصفة” من على ضفاف وادي قنوبين لتنفجر قرب بيت الوسط وتترك دوياً قارب قوة إنفجار مرفأ بيروت. فقد توقف المراقبون والمتابعون باهتمام لافت أمام الكلام الذي أطلقه البطريرك الراعي يوم الأحد الفائت من الديمان لجهة دعوة الرئيس المكلف سعد الحريري بحسم موقفه من التشكيل أو الإعتذار لأن وضع البلد لم يعد يحتمل مماطلة مستخدماً عبارة “التكليف لا يعني تكليفاً أبدياً”.

وبالرغم من أنه قد وجّه انتقاداً باطنياً لرئيس الجمهورية لجهة قوله أن “الاتفاق مع الرئيس المكلف لا يعني تعطيل التشكيلات المقدمة”، ولكن العبارة كان لها وقعها الثقيل على آذان العديد من الأوساط السنية ولاسيما الملتزمة جداً بـ “تيار المستقبل” الذي يتربع على عرشه إبن الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي سخّر كل قدراته وعلاقاته الإقليمية والدولية من أجل الوصول إلى “إتفاق الطائف” الذي بات من المحرمات بالنسبة للطائفة السنيّة.

ومن هذا المنطلق إنبرّت العديد من الأصوات في الطائفة التي تظلّل الموقع الثالث في تراتبية الدولة والأول في السلطة التنفيذية، لاستنكار كلام بكركي (التي كانت بالامس القريب محل ترحيب غير مسبوق) لا بل والتجريح بها:

فالمنسق العام المركزي للإغتراب في هيئة الرئاسة في “تيار المستقبل” محمد الجوزو ذكّر البطريرك الراعي بـ “وقف العدّ” وغرّد كاتباً: “في الدين ليس ابدياً الاّ وجه ربنا ذو الجلال والاكرام، امّا في الدستور فالتكليف ابدي”.

أما حميد خالد رمضان من طرابلس فوصف رسالة البطريرك بالمسمومة، واصفاً إياه بالذئب وليس بالراعي مذكراً إياه بزيارة اسرائيل وبأنه كان الطفل المدلل لغازي كنعان ورستم غزالة.

إنها نماذج لا تشجّع على الاستفاضة في البحث، في حين لم يصدر أي تبرؤ ممّا تردّد صداه من تيار المستقبل أو دار الافتاء، بينما كانت مصادر الصرح البطريركي تشدّد على أن ما يطرحه الراعي هو لإنقاذ لبنان، وقطع الطريق على سقوط البلاد في هاوية لا يستطيع أحد تقدير تداعياتها السلبية.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal