ما هي خلفيات المراوغة والمناورة لدى المسؤولين؟… مرسال الترس

انطلاقاً من التقاعس الفاضح الذي يبديه المسؤولون في لبنان، إزاء إيجاد حلول سريعة وناجعة للأزمات التي تعصف بالبلاد، جاء كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد الفائت غاية في القساوة عندما أشار إلى أن “البلاد لا تحتملُ المراوغةَ والمناورة. بل تحتاجُ حكومةَ إنقاذٍ فلا تتأخّروا. الشعبُ يَقفُ على خطِّ تماسٍ بين ولادةِ حكومةِ تُنقذُه أو تجديدِ ثورةٍ تُخلّصه”!

فهل المسؤولون والسياسيون في لبنان يراوغون ويناورون فعلاً؟

كما هو متداول ومعروف فإن المناورة في السياسة هي “عمل محسوب لإحباط خصم أو اكتساب ميزة بطريقة غير مباشرة أو مخادعة”، وهي معتمدة لدى العديد من السياسيين في لبنان، ولذلك يُقال في القاموس اللبناني عن من يعتمد هذا الأسلوب” إنّه ماهر بالمناورات السِّياسيّة”. وفي معظم الأحيان تأتي تلك المناورات  على حساب مصالح المواطنين!

أما المراوغة في السياسة فهي فن قائم بذاته، وتندرج في إطار الخبث وتقديم المصالح الشخصية على ما عداها! ولذلك يرى المواطنون المراوغ في السياسة: أنه يعتمد على “تجاهل السؤال الموجّه إليه”، وبالتالي عدم الإجابة عليه. أو الإتجاه إلى “مهاجمة السؤال والسائل” بطريقة خارجة عن المألوف! ويقال في القاموس المشار إليه، أنه:”بارع في التملص من الإحراج”!

والاسئلة التي تزاحمت في أذهان أبناء الوطن حول هذه التوصيفات، تمحورت حول الآتي:

لماذا تقاعس مجلس الوزراء (قبل أن تستقيل الحكومة) عن إعتماد مبدأ الجلسات المفتوحة للتفتيش عن حلول وإتخاذ القرارات السريعة النفاذ للتخفيف عن كاهل الناس التي خسرت مدخراتها وفقدت الدواء والاستشفاء والمحروقات، وهل ذلك يندرج في إطار المناورة أم المراوغة؟

ولماذا أغفل مجلس النواب عقد جلسات مفتوحة لإصدار القوانين التي تخفف الأعباء، ولمحاسبة الحكومات على تقاعسها؟ وهل ذلك يندرج في إطار المناورة أم المراوغة؟

ولماذا تفتش حكومة تصريف الأعمال دائماً عن المبررات التي تتيح لها غض النظر عما يجب أن تقوم به من أجل مساعدة المواطنين؟ وهل ذلك يندرج في إطار المناورة أم المراوغة؟

وهل المماطلة المدروسة في تشكيل الحكومات التي ينتظرها، وينتظر قراراتها، المواطنون. والإجتماعات واللقاءات والمشاورات التي يعتمدها اصحاب الكلمة الفصل في التأليف تندرج في إطار المناورة أم المراوغة؟ وهل سيؤدي التأجيل غير المبرر في ولادة الحكومة إلى إستيلاد الثورة من جديد، كما حذّر البطريرك الراعي. أم أن السياسيين والمسؤولين قد نجحوا في إستيعاب اهل الثورة، وأدخلوهم في “نومة أهل الكهف”؟


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal