ما إنْ أعلن رئيس بلدية مراح السراج ـ الضنّية عبد الفتّاح علّام، على صفحته على الفايسبوك، عن قرار البلدية “تسيير رحلات منظّمة عبر باصٍ خاص بالبلدية، من البلدة باتجاه مدينة طرابلس، وبالعكس، والعودة في أوقاتٍ محدّدة مناسبة، صباحاً وفترة بعد الظهر، وحسب الحاجة”، حتى انهالت عليه الإتصالات من أهالي بلدته تدعوه لاستبدال موعد إنطلاق الباص من الساعة التاسعة صباحاً إلى الساعة السابعة، لكي يتسنى للطلاب الذي يُقدّمون إمتحانات آخر العام الدراسي في مدارسهم وثانوياتهم وجامعاتهم ومعاهدهم الإستعانة بالباص للوصول إلى قاعات الإمتحان في الموعد المحدد، وكذلك الأمر بالنسبة للموظفين والعمّال.
يوضح علّام أنّ الباص هو “تقدمة شبّان من البلدة يعملون في الكويت، يعملون جميعاً في مجال الحلاقة، كانوا قد اشتروه بـ6 آلاف دولار أميركي وأرسلوه لنا، ودفعنا 3 ملايين ليرة رسوماً جمركية، وكانت البلدية قد تسلمته قبل نحو 9 أشهر، وهو يتسع لـ24 راكبا، وكنّا نريد إستخدامه منذ اليوم الأول لاستلامنا له، لكن تداعيات تفشّي فيروس كورونا والإصابات التي ظهرت في البلدة، فرضت علينا تأخير الموعد، إلى أنْ وجدنا أنّ الظرف مناسب هذه الأيّام لاستخدامه، خصوصاً في ظلّ أزمة البنزين ومعاناة الأهالي في تنقلاتهم”.
الباص الذي سيقوده شرطي البلدية عبد الرزاق ديب، يؤكّد علّام أنّه “سيوضع في خدمة أهالي البلدة كافة، من طلاب وعمّال وموظفين ومواطنين، وأنّ الإنطلاق سيكون صباحاً من قرب المسجد القديم وسط البلدة، أمّا موعد العودة فسوف يكون بالإتفاق بين الشرطي ـ السّائق والركاب”، لافتاً إلى أنّ هذه الخطوة جاءت “إكراماً للاهالي ورفضاً لوقوفهم في طوابير الذلّ أمام محطات المحروقات، وتوفيراً لمادة البنزين ـ الحلم، وحرصاً على راحتهم وأعصابهم”.
ويكشف علّام أنّ “نقل المواطنين في الباص بين البلدة وطرابلس سيكون مجاناً (تبعد مراح السراج عن طرابلس قرابة 18 كيلومتر)، وأنّ البلدية ستتكفل بكلّ مصاريفه، برغم أن كثيرين دعوا البلدية لأن تأخذ أجرة رمزية مقابل ذلك، ولو ألف ليرة، لكنّني رفضت، كما الحال بالنسبة لحديقة البلدية المفتوحة بالمجان أمام أهالي البلدة والجوار”.
علّام الذي لفت إلى أنّ “مشروع الباص كان في الأساس فكرة لتنظيم رحلات ترفيه داخلية لكبار السّن في البلدة، كنوع من التكريم لهم، لكنّ الفكرة تطوّرت لاحقاً، فضلاً عن أن الباص سيوضع ايضاً بتصرف أهالي البلدة المغتربين الذي يأتون سنوياً إلى البلدة، لنقلهم من مطار بيروت إلى البلدة أو بالعكس، ردّاً للجميل لهم لما يقدموه من مساعدات للبلدية ولأهاليهم”.
وأمل علّام أن “تعمّم هذه الفكرة على بلدات الضنّية كافة، وفي كلّ لبنان، لمساعدة المواطنين في تجاوز الايّام الصعبة التي يمرّون بها”، متوقفاً عن “حاجة البلديات إلى هكذا مشاريع وأفكار مفيدة وذات منفعة عامة”.
مواضيع ذات صلة: