الفصل الأخير من مسرحية التكليف.. إحالة أوراق الخطيب الى المفتي!… غسان ريفي

أسدل الستار على مسرحية ترشيح سمير الخطيب لرئاسة الحكومة، وذلك بعد أن إكتملت عناصر الفصل الأخير منها، بإحالة أوراق الخطيب الى سماحة المفتي، ومن ثم إعدامه سياسيا في بيت الوسط، وتأجيل الاستشارات النيابية الملزمة الى يوم الاثنين المقبل لمزيد من المشاورات الحكومية بعد النهاية الدراماتيكية لـ″المرشح المحتمل″.

وكان سبق الفصل الأخير، مشهد رؤية دار الفتوى لـ″هلال″ الرئيس سعد الحريري لتثبت بالوجه الشرعي وجوب صيام كل الشخصيات السنية عن الترشح لرئاسة الحكومة لمصلحة الحريري الذي عرف مقامه فتدلل على قاعدة “يتمنع وهو راغب″.

يمكن القول أن الاخراج لكل هذه المسرحية كان سيئا جدا، فلم يكن هناك من داع لكل هذه المناورة التي أنهكت سمير الخطيب وأساءت إليه وأخرجت له شعبيا الدفاتر القديمة الحقيقي منها والمزيف بقصد الافتراء، ومن ثم إعتماده كمرسال للحريري الذي لم يعد بمقدوره التعفف بعدما ثبت للجميع أيضا أنه يسعى بكل ما يملك من إمكانات سياسية وشعبية ودولية للعودة الى السراي الكبير، إضافة الى الوقت الذي يهدر على اللبنانيين الذين يستوطن قسم منهم الشوارع والساحات، فيما الخطر يحيط بالوطن وأهله من كل حدب وصوب، ولا أحد يمتلك ترف إضاعة الوقت بهذه الطريقة التي فيها إستخفاف غير مسبوق من السلطة بهذا الشعب الذي إنتفض سعيا الى التغيير.

بات واضحا أن الحريري يصر على اللجوء الى قاعدة “أنا أو لا أحد”، بالرغم من إعلانه من قبل بأن “ليس أنا بل أحد غيري” حيث يترجم بذلك القول الشعبي: “أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب”، خصوصا أنه ترجم ذلك على أرض الواقع باحراق ثلاثة مرشحين على طريق مفاوضاته مع التيارات السياسية المعنية، كما أن المحرقة التي أعدها الحريري باتقان جاهزة لاحراق كل من تسول له نفسه طرح إسمه للرئاسة، لأن ما يهدف إليه الحريري هو أن يكون السني الوحيد المطروح لرئاسة الحكومة بما يمكنه من فرض شروطه في تشكيل حكومة إختصاصيين والأهم من دون جبران باسيل.

غدا سيكون يوم آخر من المشاورات، بعدما إطمأن الحريري الى أنه سيحضر مؤتمر دعم لبنان في باريس رئيسا مستقيلا ومرشحا قويا للتكليف، بدلا من أن يحضره رئيسا سابقا للحكومة، وهو من المفترض أن يستغل هذا المؤتمر لاظهار قدراته التي تخوله إقناع التيارات السياسية بأنه الوحيد القادر على قيادة عملية الانقاذ التي تحتاجها البلاد، وهو أمر يروق للثنائي الشيعي الذي كان ولا يزال يرغب في أن يتولى الحريري رئاسة الحكومة، لكن في الوقت نفسه يثير حفيظة جبران باسيل الذي يسعى الى وضع نفسه بمصاف رئيس الحكومة على قاعدة “إما أن نكون سويا في الحكومة، أو أن نكون سويا خارجها.

هذا الأمر بات من الصعب تحقيقه في ظل الغطاء السني الواسع المتوفر للحريري والذي لن يستطيع أحد خرقه أو الخروج من تحت مظلته في الوقت الراهن، ما سيمنح الحريري مزيدا من القوة في فرض شروطه على وقع ضغط الشارع الذي من المفترض أن يشهد تصعيدا كبيرا خلال الاسبوع الحالي.

في كل الأحوال، ثمة خاسران من كل ما يحصل اليوم، الأول هو الشعب اللبناني الذي يواجه الأزمات المتلاحقة وإرتفاع سعر الدولار والفقر والجوع فيما سلطته الحاكمة تتلهى في إنتاج الأفلام والمسرحيات، والثاني هو الدستور اللبناني الذي يتعرض لشتى أنواع الخروق، سواء في إعتماد صيغة التأليف قبل التكليف، أو في الطريقة التي إعتمدت فيها تسمية الحريري والتي فيها مصادرة واضحة لدور النواب الذين يعود إليهم تسمية الرئيس المكلف لتشكيل حكومة كل لبنان، وليس حكومة طائفة معينة.


فيديوهات قد تعجبك:

  1. بالفيديو: يعقوبيان تطرح إسم إمرأة لرئاسة الحكومة… البلد واقع بمصيبة

  2. بالفيديو: حادث مرعب

  3. بالفيديو والصور: تظاهرة شعبية تجوب شوارع طرابلس

  4. بالفيديو: ديما صادق غاضبة: هذا تحريض رسمي على القتل

  5. بالفيديو: سيدة تتعرض للسرقة أمام احد الأفران


    لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. بطاقة صفراء من رؤساء الحكومات الى رئيس الجمهورية تُفرج عن الاستشارات… غسان ريفي

  2. محرقة الحريري تعود الى العمل.. مين اللي بعدو؟… غسان ريفي

  3. إجتماع بعبدا المالي خيّب الآمال.. الحلول تحتاج الى حكومة!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal