هل يكون الحراك الرئاسي “طبخة بحص” جديدة؟!.. غسان ريفي

يشبه الحراك الرئاسي الذي يقوم به سفراء دول اللجنة الخماسية “إعلان النوايا” حيث يتوافق المعنيون بالاستحقاق اللبناني على ضرورة إتمامه، ولا يمكن لأحد أن يشكك في نواياهم ومساعيهم الخيّرة، فيما الخطوات التي من المفترض أن تتبع لتحقيق ذلك ما تزال متعثرة وتصطدم بكثير من الحواجز والعقبات والعراقيل والأجندات السياسية.

توجد هوّة سحيقة بين ما يقوم به سفراء الخماسية من جهود تترجم بمحاولات لتذليل العقبات، وبزيارات وإجتماعات وتصريحات تدعو اللبنانيين الى القيام بواجباتهم الوطنية في إنتخاب رئيس للجمهورية، وبين التيارات السياسية المعنية بهذا الاستحقاق والمنقسمة على بعضها بفعل الخلافات المزمنة، ما يجعل “بازل” الصورة الرئاسية غير مكتملة وتحتاج الى عدد كبير من “القطع” ليست متوفرة وربما من الصعب الحصول عليها في ظل الظروف الراهنة.

بالرغم من كل الأجواء التي يحاول البعض إشاعتها عن تماسك اللجنة الخماسية وتضامن وتعاون سفرائها في لبنان، فإن المعلومات تؤكد أن التباينات فيما بينهم مستمرة لا سيما على صعيد ربط الملفات مع بعضها البعض.

وفي هذا الاطار، يرى الأميركي والقطري أن التسوية الشاملة من غزة الى لبنان من شأنها تعزز من حظوظ إنجاز الانتخابات ومن توفير الاستقرار في العهد الرئاسي الجديد، في حين يتمسك الفرنسي والسعودي بفصل الملفات وإبعاد الرئاسة اللبنانية عما يجري في غزة والمنطقة، وهذا أمر لم يسبق له أن حصل في إستحقاقات ماضية، خصوصا أن الوضع في لبنان لطالما كان إنعكاسا لما يجري في المنطقة من توترات أو تسويات.

تشير المعلومات الى إنزعاج فرنسي سعودي من الحراك القطري المستقل عن الخماسية لجهة ما يقوم به “أبو فهد” الذي إلتقى الثنائي الشيعي ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية لأكثر من ثلاث ساعات كانت بالغة الايجابية بحسب ما يؤكد المطلعون، فضلا عن “نقزة” أميركية من عودة الحماس السعودي الى اللجنة والحضور الاعلامي للسفير وليد البخاري مقابل حضور السفيرة الأميركية الجديدة التي ما تزال ترسم خطواتها الأولى، فضلا عن التباينات حول طرح الأسماء أو الاكتفاء بالمواصفات، حيث يبدو واضحا أن الفرنسي والسعودي يضغطان في أكثر من إتجاه لكي تقوم قطر بسحب الأسماء التي بادرت الى طرحها لمنصب الرئاسة.

تباينات الخماسية تفرض نفسها على التيارات السياسية اللبنانية التي يحاول كل منها إستثمار مواقف اللجنة أو السفراء لمصلحته، في حين ما يزال كل تكتل نيابي يتمسك بخياره سواء الفريق الداعم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي تعززت حظوظه بموقف النائب السابق وليد جنبلاط الذي أكد أن لا مانع لديه من إنتخابه، وجعلته يقف على أرضية نيابية أكثر صلابة، أو بالتكتلات الأخرى التي لا ترشح أحدا، ولا تتوافق مع بعضها على ترشيح أحد، وترفض الحوار على إسم أي مرشح، وتتخذ من التقاطع الهجين على الوزير السابق جهاد أزعور “شمّاعة” لتعلّق عليها أخطائها وفشلها في الوصول الى قواسم رئاسية مشتركة، في حين يعلم القاصي والداني أن هذا التقاطع الذي جمع بين أضداد إنتهى في الجلسة الـ12 التي فشلت فيها القوى المتقاطعة في قطع الطريق على سليمان فرنجية.

تقول مصادر سياسية مواكبة: إن الأمور ما تزال غير ناضجة لا عند اللجنة الخماسية التي توسع بيكار الخلاف في طرحها للمواصفات الخاضعة للاستنسابية والظروف السياسية، ولا لدى التيارات السياسية التي تتطلع الى مواصفات على قياسها أو الى أسماء مستفزة للطرف الآخر، ما يضاعف من المخاوف من أن يكون هذا الحراك الرئاسي عبارة عن “طبخة بحص” جديدة!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal