انتهى المخطط الأمني الذي تم العمل عليه على مدار شهر من قبل رئيس بلدية القرقف يحي الرفاعي، خلال مدة أسبوع حيث تمكن فرع المعلومات من إكتشاف مكان جثمان المغدور الشيخ أحمد شعيب الرفاعي. تحضيرات الشهر كادت أن تودي بالبلد الى فتنة، خصوصا بعد توجيه أصابع الاتهام الى الأجهزة الأمنية ومحاولة الايحاء بأنها من قامت بخطف الشيخ بناء على مواقفه السياسية. بينما إتضح أن القاتل كان يصول ويجول بين أهله والفاعليات الأمنية والدينية، داعيا الى كشف مصير الشيخ وعدم أخذ قضيته الى منحى آخر رافضا توجيه الاتهام الى القوى ألأمنية.
المصلح والحريص على أمن أبن عمته، وقريبه، إعترف بأنه هو من خطط الجريمة وإستعان بشبان لتنفيذ العملية.
مر قطوع تشييع الشهيد من دون إسالة دماء، وسط دعوات رجال الدين لضبط النفس، كما بذلت فاعليات بلدة القرقف بالتعاون والتنسيق مع مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا جهودا جبارة لضبط الوضع. وجرت مراسم التشييع وسط حالة من الغضب العارمة، نتيجة الجريمة المروعة والاعترافات التي أدلى بها رئيس بلدية القرقف، والذي أقر بارتكاب الجريمة شخصيا مع ولده ، كما إستعان بأبناء شقيقته لتجهيز الحفرة قبل مدة من العملية. وهو ما يؤكد أن العملية تمت عن سابق إصرار وتصميم.
الجريمة، شكلت رأي عام ضاغط على وسائل التواصل الاجتماعي، ودعا محبو وأصدقاء الشيخ أحمد الى الاقتصاص من المجرمين، وإنزال بهم عقوبة الاعدام في ساحة البلدة ليكونوا عبرة للجميع. كما طالبوا بإستقالة أعضاء المجلس البلدي وبتجريد يحي الرفاعي من لقب الشيخ.
وفي المعلومات التي حصلت عليها “سفير الشمال”، أن الرفاعي حاول بداية التنصل من الجريمة والايحاء أنه طلب من إبنه فقط تأديب الشيخ أحمد الرفاعي قبل أن يعود ويعترف بكل شيء، ويروي كيف خطط قبل شهر للجريمة، وكيف جهز الحفرة، قبل التنفيذ بمدة، وكيف تم إستدراج الشيخ أحمد الى منطقة الميناء خلف الجامعة العربية. معترفا أنه قام بخطفه، ورمي الأدلة، في مكان الاختطاف للايحاء بأن عناصر أمنية قامت بالعملية، ومن ثم الانتقال به الى منطقة الكورة حيث جرى تصفيته، ونقله الى منطقة البارد، لرميه في الحفرة التي تم تجهيزها قبل مدة.
في المقابل صبت عائلة الشيخ الرفاعي غضبها على القوى الأمنية التي عمدت على مدار أعوام الى تغطية إنتهاكات رئيس البلدية، الذي يتحصن برئاسة البلدية والسلطة السياسية التي أمنت له الغطاء، ومنعت محاسبته ومحاكمته بالتهم وملفات الهدر والفساد التي كان يوثقها الشيخ أحمد وينتقل بها من وزارة الى أخرى ولدى الأجهزة الامنية لكن من دون جدوى، وجرى إستعادة الفيديوهات التي سبق أن نشرها عبر حسابه الخاص والتي ينتقد فيها القوى الأمنية ويتهمها بأنها تكيل بمكيالين.
كما طالب الاهالي وزير الداخلية القاضي بسام مولوي وضع يده على الملف وتجريده من كل حقوقه.
في المقابل، قطع مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا الطريق على أي فتنة كانت تحاك لعكار والشمال عموما، وأسكت كل الأبواق التي حاولت الاستثمار في قضية إنسانية، مؤكدا للجميع، أن لا خلفيات سياسية أو حزبية لعملية خطف وقتل الشيخ أحمد شعيب الرفاعي. وإستنكر المنطق الذي يجر المنطقة الى تبعات لا تحمد عقباها، ونادى رغم فظاعة الجريمة بضبط النفس وسير التحقيق ضمن المجريات الطبيعية وأخذ الموضوع الى القضاء.
كلام زكريا، شكل ضربة قاضية لكل من سعى لاستغلال القضية لغايات سياسية مشبوهة. ويمكن القول أن الحكمة التي تحلى بها زكريا جنبت عكار الفتنة، ففي وقت كانت الدعوات للتسلح ومواجهة مراكز الجيش لأنه المسؤول عن خطف الشيخ، طالب زكريا بالهدوء والحذر، وبالرغم من محاولة تضليله عبر كم هائل من الشائعات والأقاويل الا أنه تحقق منها وتواصل مباشرة مع القيادات الأمنية، وقد أسفرت المساعي الى توقيف المجرمين ووأد الفتنة.
Related Posts