هل يؤجل الراعي إجتماع النواب المسيحيين في بكركي؟!… غسان ريفي

يدرك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صعوبة المهمة التي القاها إجتماع رؤساء الطوائف المسيحية على عاتقه في دعوة كل النواب المسيحيين الى اجتماع عام لحثهم على انتخاب رئيس للجمهورية، لا سيما في ظل الانقسامات بين التكتلات المعنية والتي تمنع التوافق على مرشح يمكن أن يشكل قاسما مشتركا بين التيارات السياسية.
لم تكد دوائر بكركي تبدأ بتحضير لائحة المدعوين الى الاجتماع المرتقب حتى ظهرت العراقيل الناتجة من الشروط التي وضعها البعض للمشاركة فيه تحت عنوان: “العمل على تأمين الاجواء الملائمة لانجاح الحوار”.
يختزن هذا العنوان الكثير من الطموحات المعطوفة على تربص كل فريق سياسي بالآخر لقطع طريق بعبدا أمام مرشحه، أو عدم إعطاء أي فريق فرصة للظهور او تقدم الصفوف في إجتماع مسيحي عام ما يمنحهم شرعية وربما قدرة على تحقيق خرق في جدار الازمة الرئاسية.
بمنطق القوات اللبنانية، فإن أي حوار غير مبني على أسس محددة وجدول اعمال واضح ويلتزم المشاركون فيه بتوصياته هو لزوم ما لا يلزم، وهذا ما أبلغه الوفد النيابي القواتي الى البطريرك الراعي لدى زيارته بكركي مطلع الاسبوع الحالي، علما أن القوات قد تستفيد من الاجتماع المسيحي العام لاعادة طرح مسألة وصول “القوي” في طائفته وبالتالي مباغتة المشاركين بترشيح رئيسها سمير جعجع، وهو أمر ليس مستبعدا خصوصا أن نواب الجمهورية القوية ولا سيما النائب ستريدا جعجع لا تتوانى عن التذكير بأن جعجع هو مرشح طبيعي للرئاسة ومن حقه أن يصل بعدما تنازل في المرة السابقة للعماد ميشال عون بعد انجاز تفاهم معراب.
في المقابل، يخشى النائب جبران باسيل من مفاجآت القوات، وهو بالرغم من محاولته الاستفادة من اجتماع بكركي لاكتساب شرعية القطب المسيحي الذي لا يمكن تجاوزه، إلا انه يدرك بأن الاجتماع لن يلبي طموحاته خصوصا أنه ما يزال أسير فكرة الترشح لرئاسة الجمهورية وإقناع فريقه السياسي بدعمه، وهذا ما لن يتحقق له في الاجتماع الذي قد يُحرج باسيل بمقررات او توصيات لا تناسب تطلعاته، لذلك فإن تجنب هذه الكأس يعتبر الحل الانسب في الوقت الراهن.
أما بالنسبة لنواب الكتائب فإنهم يرفضون ترشيح جعجع و باسيل على حد سواء، وقد يتمسكون مع بعض النواب المستقلين بترشيح النائب ميشال معوض الذي قد يكتشف ولو متأخرا أنه اخطأ في رهاناته الرئاسية.
في غضون ذلك قد يشارك نواب تيار المردة التزاما بدعوة بكركي وإحتراما لها، وانطلاقا من الارضية الصلبة التي يقفون عليها بحصول مرشحهم سليمان فرنجية على دعم فريق سياسي كامل، لكنهم يدركون بأن القوات والتيار قد يختلفان على كل شيء ويتفقان على استبعاد فرنجية، الامر الذي تفرض الحنكة السياسية الابتعاد عنه.
ولن يكون النواب التغييريون افضل حالا كونهم يرفضون كل المرشحين المفترضين ولا يتفقون فيما بينهم على مرشح واحد، ما قد يجعل حضورهم غير مثمر او منتج..
ربما ظن رؤساء الطوائف المسيحية أن اجتماع نوابها قد ينتج حلا، الا أن واقع الانقسامات والطموحات وتمسك كل تكتل بمرشحه وعدم إمكانية التفاهم على مرشح من خارج الاصطفافات، قد يمنح البطريرك الراعي عذرا في العدول عن الدعوة الى الاجتماع، أو تأجيلها، خصوصا أن الفشل سيكون له تداعيات سلبية جدا وستضع المسيحيين في موقف لا يحسدون عليه..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal