تريّث في الدعوة الى حوار بكركي.. هذا ما سيفعله الراعي!!… غسان ريفي

يبدو أن الزخم الذي إنطلقت فيه فكرة دعوة النواب المسيحيين الى إجتماع حواري في بكركي بعد تكليف رؤساء الطوائف المسيحية البطريرك بشارة الراعي بهذه المهمة، قد تراجع، بعدما لمس رأس الكنيسة المارونية بأن حسابات الحقل لا تتطابق مع حسابات البيدر، وأن ما يتطلع إليه رجال الدين لا يتوافق مع المصالح السياسية التي لها توجهاتها وحساباتها وأجنداتها.

كان يفترض بدوائر بكركي أن تسارع الى تحديد موعد الاجتماع الحواري وتوجيه الدعوات الى النواب المسيحيين، وهي كانت بدأت بعد إنتهاء إجتماع البطاركة والأساقفة بالاستعداد لذلك، لكنها إصطدمت بردات الفعل الباردة للتيارات المسيحية المعنية ومواقفها من الحوار وضرورة ضمان آليات نجاحهقبل المشاركة فيه، ووضعها بعض الشروط والشروط المضادة، وإيجاء التيار الوطني الحر بعدم حماسته له قبل معرفة مواقف الآخرين منه، فضلا عن زيارة وفد القوات اللبنانية برئاسة النائب ستريدا جعجع الى الصرح البطريركي يوم أمس الأول وتقديمه بعض الاقتراحات التي يرى أنها تصب في مصلحة الحوار ووصوله الى تفاهمات واضحة.

كل ذلك، دفع البطريرك الراعي الى التريث قبل الاقدام على خطوة من هذا النوع، خصوصا أن فشلها قد يؤدي الى تداعيات سلبية جدا على كل المكونات اللبنانية، والى إحراج الراعي الذي لن يستطيع في عظاته أن يحمّل مسؤولية التعطيل الى الجماعة السياسية كما يفعل دائما، لأن المسؤولية ستكون بالدرجة الأولى على المسيحيين أنفسهم الذين يتسببون في تعقيد الأزمة بخلافاتهم وعدم توافقهم في هذا الاستحقاق.

تقول المعلومات المتوفرة إن البطريرك الراعي إستمع الى إقتراحات كثيرة من أبرزها وضع جدول أعمال لهذا الحوار ومناقشته مع التيارات السياسية المسيحية والنواب المستقلين، والتأكيد على ضرورة إلتزام المشاركين بتنفيذ التوصيات الصادرة عن الاجتماع، سواء لجهة تأمين نصاب الثلثين في جلسات الانتخاب، وعدم الانسحاب في الدورات التالية للحفاظ على النصاب، والتصويت للمرشح الذي يتم التوافق عليه أو التصويت له من قبل النواب المجتمعين.

وبحسب المعلومات فإن البطريرك الراعي إستمع الى مخاوف من إلتقاهم من إمكانية مشاركة نواب في الاجتماع ومن ثم عدم الالتزام بتوصياته أو مقرراته، وذلك لأسباب عدة، لذلك فإن الراعي يدرس مع فريق عمله تكليف شخص من قبله أو تشكيل لجنة للقيام بجولة على التكتلات النيابية المسيحية والنواب المستقلين لعرض جدول أعمال الاجتماع والبنود المعدة للنقاش والتوصيات التي يمكن أن تصدر عنه، وذلك لكي تكون على بيّنة من أمرها، وأيضا لتسجيل إقتراحاتها تمهيدا لدراستها ووضعها على طاولة البحث.

وتقول مصادر سياسية مواكبة إن البطريرك الراعي تريث بالدعوة الى الاجتماع الحواري المسيحي، الى حين إنتهاء الجولة وتبيان نتائجها، خصوصا أن عقد الاجتماع في ظل إطلاع النواب المشاركين على تفاصيل البنود المطروحة للنقاش قد يساهم في نجاحه أكثر بكثير من دعوتهم الى حوار غامض قد يكون مصيره الفشل.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal