قَرَنَ حزب الله القول بالفعل، وترجم كلام أمينه العام السيد حسن نصرالله بأننا “لا ننزع يدنا من حليفنا إلا إذا نزعها هو”، حيث بادر تجاه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بطلب موعد، وقام وفد من الحزب ضم المعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين خليل والحاج وفيق صفا بزيارته في مقر التيار في ميرنا الشالوحي حيث عقد لقاء إستمر زهاء 3 ساعات تم خلاله نقاش مستفيض حول الخلافات والتباينات التي طبعت المرحلة الماضية.
حملت خطوة حزب الله أكثر من رسالة، أولها، أن الحزب المنفتح على الجميع والذي يلتقي مع خصومه للتباحث بالشأن الوطني، من الطبيعي أن يجتمع مع حليفه ويناقش معه الشؤون المشتركة، وثانيها، التأكيد على ضرورة مناقشة الخلافات عندما توجد ضمن الغرف المغلقة وليس عبر وسائل الاعلام التي حرص الحاج حسين خليل على التحدث أمامها بعد اللقاء بإيجابية مطلقة، وثالثها، التشديد على تمسك الحزب بتفاهم “مار مخايل” وعلى شرح وجهات نظره من الأمور الخلافية الى حليفه.
يمكن القول، إن اللقاء ساهم في تبريد الأجواء وكان مفيدا لإيجاد ثغرة في الجليد المتراكم بين الفريقين، لكنه لم يفض الى أي توافق أو تطابق في وجهات النظر.
تشير المعلومات الى أن اللقاء ركز على مسألتين أثارهما باسيل الأولى مشاركة حزب الله في إجتماعات حكومة تصريف الأعمال، والثانية تمسك الحزب بترشيح سليمان فرنجية.
وبالرغم من محاولة وفد الحزب مقاربة المسألة الأولى من باب حاجات ومصالح الناس ومعاناتهم وضرورة تسيير شؤونهم لا سيما في ملفات الدواء والاستشفاء والكهرباء، إضافة الى تقديم التفسيرات الدستورية التي تسمح للحكومة بعقد جلسات وفقا للضرورات، فإن باسيل عرض الأمر من زاوية مسيحية صرفة، وأنه لا يجوز للحكومة أن تجتمع في ظل عدم وجود رئيس الجمهورية المسيحي، وأن ما حصل أظهر بأن هناك محاولة لاقامة سلطة بديلة بمعزل عن رئيس الجمهورية.
وفي المسألة الثانية، تضيف المعلومات أن باسيل جدد رفضه المطلق لترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وأن وفد حزب الله ذكره باللقاء الذي عقده مع السيد نصرالله وإستمر لأربع ساعات حيث قدم “السيد” له المبررات التي تجعل الحزب يميل الى فرنجية، إلا أن باسيل كان يقطع الطريق بشكل كامل على النقاش في هذا الأمر.
وتقول المعلومات إن وفد الحزب تناول ملف الرئاسة بصراحة مطلقة، بتجديد التأكيد لباسيل بأن لا حظوظ له، وأن لا أحد في مجلس النواب يمتلك الثلثين (86 نائبا) لتأمين النصاب ولا يمتلك النصف زائدا واحدا (65 نائبا) لترجيح كفة مرشح على آخر، داعيا باسيل الى طرح ما لديه من أسماء، إلا أن الأخير لم يقدم أي إسم، كونه لم يتمكن في إجتماع المجلس السياسي للتيار الوطني الحر من إقناع نوابه بأي إسم من الأسماء التي كان يتداولها، فضلا عن تصديه لوجهات نظرعدد من أعضاء المجلس السياسي الذين يقترحون ترشيح أحد نواب التيار للرئاسة بدل الاستعانة بمرشحين لا يمتون إليه بصلة.
يبدو واضحا أن باسيل تعاطى بسلبية مطلقة، وهو حاول تحميل حزب الله وحلفاءه مسؤولية عدم إنتخاب رئيس للجمهورية، متناسيا أن المشكلة هي في تياره وضمن التيارات المسيحية التي ترفض التوافق على إسم مرشح رئاسي، لكن الحزب حرص على بث الأجواء الايجابية والتأكيد على مواصلة النقاش في لقاءات أخرى، في ظل معلومات تقول إن وفدا من حزب الله سيزور قريبا الرئيس ميشال عون في دارته في الرابية وذلك في إشارة إيجابية إضافية، فهل يكون رد التحية بأحسن منها؟..
Related Posts