بهاء الحريري أمام إمتحان جديد.. ماذا يحمل في مشروعه؟… غسان ريفي

وضع رجل الأعمال بهاء الحريري (النجل الأكبر للرئيس الشهيد رفيق الحريري) نفسه أمام إمتحان جديد، بعد إخفاقات في إمتحانات سابقة أولها عدم قدرته على تسلم الزعامة عن شقيقه الرئيس سعد الحريري خلال أزمة إحتجازه في السعودية وقيادة تيار المستقبل بدلا منه، وثانيها الانتخابات النيابية الأخيرة حيث فشلت اللوائح المدعومة من “حركة سوا” في كل لبنان، وسط إتهامات يسوقها البعض بأن الشيخ بهاء أوصل مرشحي تلك اللوائح الى منتصف البئر وقطع الحبل بهم.  

يبدو أن بهاء الحريري يستعد بشكل أفضل للامتحان الجديد، لكن هذا الاستعداد لم يخل من الانتقادات لجهة بقائه خارج لبنان وإستدعائه شخصيات إجتماعية ودينية وبلدية وناشطين في مجالات مختلفة للقاء بهم في قبرص، حيث بنظر كثيرين لا يمكن لأي كان مهما علا شأنه أن يخوض معركة بالمنظار أو عن بُعد، أو أن يستعيض عن وطنه بآخر بديل، وبالتالي فإن العلامة الجيدة التي يمكن للحريري أن ينالها وتدخل في رصيده هي بعودته الى لبنان وممارسة عمله السياسي أو الاجتماعي منه شأنه شأن سائر القيادات اللبنانية، خصوصا أن الساحة مفتوحة وتتسع للجميع، وهذا ما ينتظره بعض المراقبين الذي بدأوا العد العكسي لحضور بهاء الى وطنه وترجمه ما قاله لزواره في قبرص.

لا شك في أن تحرك بهاء الحريري المستجد قد حمل جملة من التساؤلات، أبرزها: ما هو المشروع الجديد الذي يحمله؟ وهل له أبعادا سياسية أم أنه سيقتصر على الخدمات والمساعدات؟، وماذا عن الاخفاقات الماضية؟ وهل يريد أن يفتح صفحة جديدة بأسلوب مختلف؟، وهل صحيح أنه تخلى عن أكثرية أعضاء فريق عمله السابق وضمنا عن “حركة سوا” بعدما فشلوا في تسويق أفكاره وفي تأمين الأرضية لانجاح مرشحين من اللوائح المدعومة منه؟، ولماذا يحرص على البقاء خارج لبنان؟، وهل يمكن أن يخوض أي عمل مهما كان نوعه عن بُعد أو بالافتراض أو بالواسطة؟، وفي حال عودته، كيف ستكون ردة فعل تيار المستقبل وكذلك عائلته التي تعقد لواء الزعامة للرئيس سعد الحريري بالرغم من تعليقه العمل السياسي؟، ومتى سيكون موعد عودته؟، وهل حراكه اليوم سيكون مستداما أم أنه ظرفيا قبيل ذكرى 14 شباط ومن ثم يتوقف وتقفل الخطوط الهاتفية كما حصل في السابق؟.

يؤكد مطلعون على أجواء اللقاءات التي عقدها الحريري في قبرص لـ”سفير الشمال” أن الرجل يعمل بانفتاح كبير، وهو ملتزم بالنهج الذي أرساه والده الشهيد خصوصا بما يتعلق بنهائية عروبة لبنان وعيشه المشترك الاسلامي ـ المسيحي، وبضرورة الحفاظ على إتفاق الطائف وتنفيذ كامل بنوده وإختبارها ومن ثم البحث عن الثغرات ومناقشتها وتعديلها في حال كان ذلك ضروريا.

ويرى هؤلاء أن الشيخ بهاء لا يريد خوض غمار السياسة في الوقت الراهن، وهو يحرص في كل اللقاءات على تجنب الحديث في أي موضوع سياسي، ويعطي الاهتمام الكامل للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وكيفية مساعدة بعض القطاعات لتتمكن من القيام بمشاريع منتجة تعود عليها بالنفع، وهذا ما أكده الى ممثلي البلديات وإتحاداتها داعيا إياهم الى تحضير الدراسات لبعض المشاريع التي يمكن أن يساعد في تنفيذها، مشددا على أنه يمد يده للمساعدة ويأمل أن تتشابك يديه مع أيدي كل المعنيين للتخفيف عن كاهل المواطنين.

وبحسب هؤلاء، فإن بهاء الحريري يعترف بأن الفترة الماضية إتسمت بكثير من الاخفاقات، لا سيما في الانتخابات التي مدّ فيها يد العون لمرشحين تغييريين ومستقلين لم يكن على معرفة بأكثرهم، وهو أراد من ذلك دعم ما أنتجته ثورة 17 تشرين وإيصال هذا النتاج الى المجلس النيابي كبداية للتغيير الحقيقي الذي نادى به اللبنانيون في كل الساحات.

ويؤكد المطلعون نقلا عن الحريري بأن سيعود الى لبنان عندما يحين أوان هذه العودة، وأنه لا يخشى إغتيالا أو أي شيء آخر لأنه في النهاية الأعمار بيد الله.

يمكن القول، إن عدم وجود إستحقاقات إنتخابية داهمة، وفي ظل إنسداد الأفق السياسي حيال إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، يشير الى أن بهاء الحريري ربما قرر أن يبني السلّم “درجة درجة” وضمن مسار طويل، عله يتمكن فيما بعد من أن يصعد عليه لتحقيق المشروع الذي يرمي إليه، خصوصا أنه ذكّر في بعض اللقاءات التي عقدها كيف أن والده الشهيد رفيق الحريري أمضى أكثر من عشر سنوات في تقديم الخدمات الاجتماعية والانمائية والتعليمية المختلفة، قبل أن يتحول الى ضرورة لانقاذ لبنان. 


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal