خطّة طرابلس الأمنية فاشلة بـ”شهادة” كبّارة!… عبدالكافي الصمد

ليس تفصيلاً بسيطاً ولا كلاماً عابراً يمكن تجاوزه وعدم التوقّف عنده ذاك الذي أطلقه أمس نائب طرابلس عبد الكريم كبّارة، عندما وجّه بشكل غير مباشر سهام الإنتقاد بحدّة إلى الخطّة الأمنية التي بدأت وزارة الداخلية تطبيقها في المدينة في 12 كانون الأوّل الماضي، وهي خطّة أثبتت ضعفاً وهزالاً، وبدت فيها الكثير من الثغرات، إذ بدل أن يستتب الأمن وينعم الأهالي بالإستقرار، حدث العكس، وكأنّ الخطة الأمنية، عملياً، غير موجودة.

عندما بدأت وزارة الداخلية تطبيق خطّة أمنية، منذ قرابة شهر ونصف، بعد تذمّر وغضب المواطنين من إنفلات الوضع الأمني، ومطالبتهم بضبطه، لم يكد يمرّ يوم في طرابلس من غير أن تشهد إشكالات أمنية متنقلة في مختلف أحياء المدينة، كان أغلبها بالمناطق والأحياء الشّعبية والفقيرة، سقط خلالها قتلى وجرحى، وجعل الخطّة الأمنية موضع تساؤل وشكوك.

وفي انتقاد واضح للخطّة الأمنية، قال كبّارة إنّه “منذ أسابيع، أيّ بالتزامن مع بدء تطبيق الخطّة، وطرابلس تعاني من وضع أمني خطير. عمليات نشل وسرقة وتشليح. إطلاق نار واعتداء. فلا تمضي ساعة إلّا ونسمع خبراً من هذا النوع. للأسف، الأمور تطورت بشكل مخيف، والواقع على الأرض أصبح أكثر دقة، رغم مناشدتنا للمسؤولين بالتحرك، وللدولة بضبط الوضع”.

ما قاله إبن “أبو العبد” يُعبّر عن رأي مسؤول في المدينة، وليس مجرد مواطن عادي، ما يعني أنّ كلامه يُعبّر عن رأيّ شريحة واسعة من الطرابلسيين ضاقوا ذرعاً بإهمال القوى الأمنية بما تعانيه طرابلس من فلتان وتسيّب، معتبراً أنّ “هذا الواقع لا يمكن تبريره”، برغم أنّه فضّل عدم تسمية المسؤولين بإسمائهم، سواء وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسّام مولوي أو قائد الجيش العماد جوزاف عون، وهما المعنيان مباشرة بمآل الخطّة الأمنية في طرابلس، ومسؤولان عنها، فشلاً أو نجاحاً.

فشل الخطّة الأمنية، وعدم نجاحها ولو بالحدّ الأدنى، دفع كبّارة إلى التحذير من “خطر طروحات كارثية” حسب تعبيره، وتحديداً “الأمن الذاتي” الذي بدأ البعض يرفع شعاره في طرابلس مدغدغاً مشاعر الطرابلسيين، إنطلاقاً من مقولة “التشبّه بالآخرين”، وهي طروحات “مرفوضة” وفق كبّارة، لأنّ “الدولة مجبورة أن تقوم بواجباتها” تجاه الطرابلسيين خصوصاً واللبنانيين عموماً”.

لكن الأمن الذاتي الذي رأى كبّارة أنّه “لا يختلف بشيء عن الفيدرالية والتقسيم”، جعله يعود بالذاكرة سنوات إلى الوراء، ليؤكّد أنّه “لا يمكن أن نقبل بهما كأبناء طرابلس التي دفع الرئيس الشهيد رشيد كرامي حياته ثمن الدفاع عن منطق الدولة بوجه المشاريع المشبوهة، ولا يمكن أن نقبل به كأبناء الطائفة السنّية، التي ترك لها الرئيس الشهيد رفيق الحريري إرثاً كبيراً عنوانه الإيمان بوحدة البلد ومؤسّساته والعيش المشترك فيه”.

ما قاله كبّارة كان بمثابة دقّ ناقوس الخطر قبل وقوع المحظور، وفتح الباب أمام إنتقادات مماثلة من نوّاب وقادة طرابلس للخطّة الأمنية، فهل تنتبه المرجعيات الأمنية والسلطة لخطورة الوضع قبل فوات الأوان؟.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal