جلسة مجلس النوّاب الـ11 على شاكلة سابقاتها!… عبد الكافي الصمد

لا يُنتظر أن تخرج جلسة مجلس النوّاب الـ11 التي سيعقدها قبل ظهر غد الخميس، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، عن مصير الجلسات العشر السّابقة، التي فشل فيها “نوّاب الأمّة” في انتخاب الرئيس الـ14 للبنان منذ الإستقلال، وبالتالي فإنّ أمد الفراغ الرئاسي في قصر بعبدا سيطول.

في ضوء الجلسات السّابقة للمجلس النيابي والواقع السّياسي الداخلي الذي ما يزال منقسماً ومأزوماً، فإنّ أيّ أمل في خرق جدار الفراغ يبدو معدوماً، ما يعني أنّ إنتظار خروج الدّخان الأبيض من ساحة النجمة سيكون بلا معنى ولا طائل منه.

فمنذ الجلسة العاشرة التي عُقدت قبل نحو شهر تقريباً، في 15 كانون الأوّل الفائت، لم يتبدل الواقع السّياسي إيجاباً، وتأكّد المعنيون والمراقبون بأنّ العقد ما تزال على حالها، لا بل ربما إزدادت تأزماً، ومن أبرزها ما يلي:

أولاً: لم تستطع قوى السّلطة تجاوز خلافاتها من الإستحقاق الرئاسي، وتحديداً موقف التيّار الوطني الحرّ من رفضه تبنّي ترشيح رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، ما أوجد شرخاً في علاقته مع حليفه الرئيسي والوحيد وهو حزب الله، إذ من دون توافق الثنائي الشّيعي والتيار الوطني الحر مع آخرين، مع إمكانية جذب كتلة النائب وليد جنبلاط إليهم في وقت لاحق، تبدو هذه القوى ـ حتى الآن ـ عاجزة عن حسم الإستحقاق الرئاسي لمصلحتها.

ثانياً: أيقنت قوى المعارضة أنّها حققت أقصى ما يمكنها تحقيقه بتبنيها ودعمها رئيس حركة الإستقلال النائب ميشال معوض، الذي حقق أعلى رقماً له في جلسة 10 تشرين الثاني الفائت بحصوله على أصوات 44 صوتا، وهي أصوات تبدو غير مرشّحة للزيادة، ما جعل معوض يصل إلى شبه قناعة أنّ حظوظه الرئاسية معدومة، وإنْ كان إستمراره في ترشيح نفسه عائد لحسابات سياسية مختلفة. لكنّ هذا الواقع لم يدفع بعد قوى المعارضة إلى تبنّي مرشحاً آخر، بسبب إرباك في حساباتها السّياسية والإنتخابية، وتساؤلات ما تزال الأجوبة عليها غامضة، حول إنْ كان أي مرشّح آخر قادر على تجاوز أصوات معوض، أم أنّ الأمر سيكون مجرد تغيير شكلي لن يُقدّم ولن يُؤخّر.

رابعاً: خلال الفترة السّابقة الممتدة منذ انعقاد الجلسة العاشرة وحتى الآن إزداد الوضع المالي والمعيشي تأزماً، واستمر إنهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، وازدادت معاناة اللبنانيين من غير أن تلوح أيّ بارقة أمل في الأفق، وتفاقم الشرخ بين طرفيّ تفاهم مار مخايل ـ حزب الله والتيّار الوطني الحر، واستمرت السّواتر السياسية في الإرتفاع بين القوى السياسية، وأثبت النوّاب الجدد ـ التغييريون أو السياديون ـ ضعف وزنهم وحضورهم في اللعبة السّياسية، بالتزامن مع إستمرار غياب كلمة السّر الخارجية التي تنتظرها الطبقة السياسية بأكملها، كما جرت العادة في أيّ إستحقاق رئاسي منذ الإستقلال وحتى اليوم.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal