قبل أيام، من موعد الاستحقاق الانتخابي لمنصب الافتاء في عكار، وفي وقت يتسلم فيه مندوب مفتي الجمهورية في عكار عضو المجلس الشرعي في اللجنة القضائية المحامي محمد المراد الصناديق من دار الافتاء في بيروت، تحضيرا للاستحقاق المرتقب منذ 47 عاما، تبدو المحافظة في حالة غليان، على حركة إنتخابية لافتة للمرشحين المنهمكين في إحصاء القوى الناخبة ( 172 ناخباً) وتصنيفها وفرزها، وبالرغم من زحمة المرشحين السبعة وهم: أسامة الرفاعي، زيد زكريا، ناجي علوش، عبد الرحمن الرفاعي، زيد كيلاني، حسن البستاني، ومحمد عبد القادر، الا أن المعركة تنحصر بين المفتيين السابقين أسامة الرفاعي، وزيد بكار زكريا.
حرب الشائعات، حرفت المعركة الانتخابية عن هدفها الذي من المفترض أن يكون خدمة الناس والنهوض بالجهاز الديني ومعالجة مشاكله والالتفات لأوضاع الطائفة في ظل الأزمات المتراكمة، والتي خرجت الى العلن بشكل فاضح بعد إعتكاف الرئيس سعد الحريري، وهو ما ظهر جليا خلال الانتخابات النيابية السابقة لجهة غياب ضابط الايقاع، والضياع والتشرذم.
يمكن القول أن عنوانين أساسيين يميزان المعركة الحالية، الأول، إفتراق الحلفاء، لجهة وقوف النائب وليد البعريني ضد إبن بلدته الشيخ زيد زكريا، متحالفا مع المفتي أسامة الرفاعي، وهو ما سيكون له تداعيات سلبية بالنسبة للاستحقاقات السياسية المقبلة في المنطقة، خصوصا مع الحيثية العائلية الهامة لآل زكريا في منطقة جرد القيطع.
والثاني، محاولة الايحاء بأن المعركة هي بين النهج السلفي (ينتمي له الشيخ زيد زكريا) وبين النهج الصوفي (ينتمي له الشيخ أسامة الرفاعي)، والتأثير على الهيئة الناخبة ضمن هذا الاطار وهو ما يفسر كثرة الشائعات ومحاولة تشويه الحقائق خدمة للمرشحين.
في هذا السياق، يؤكد أفراد من الهيئة الناخبة “أن هذا الأسلوب غير مجدٍ على الاطلاق، خصوصا أن لكلا المرشحين الرفاعي وزكريا تجربة سابقة كانا خلالها في موقع المسؤولية ما عكس شخصيتهما وطريقة تعاطيهما مع المواطنين والفاعليات الدينية والسياسية على السواء، وكيفية معالجتهما للأمور خلال فترة تولي المسؤولية، وبالتالي فان الأجدى هو التركيز على البرامج الخدماتية وتصويب المعركة باتجاه خدمة الجهاز الديني والنهوض بالطائفة وتقديم مشاريع من شأنها المساهمة في تخفيف الغبن ومساعدة الفقراء من أبناء عكار”.
وفي هذا السياق، يمني المشايخ النفس بإعادة تفعيل المشاريع المجمدة والتي تمكن المفتي زيد زكريا من وضعها خلال فترة توليه منصب الافتاء (من العام 2013 وحتى العام 2018)، إذ تقدم في العام 2013 بستة مشاريع، في بلدات: برقايل ـ الحوشب، تكريت، مشتى حمود، إضافة الى المشروع المعنوي في مدينة حلبا مركز المحافظة، حيث قدم مشروعا متكاملا لانشاء مركز إفتاء في حلبا يضم: مبنى للافتاء، مبنى للأوقاف، مبنى لصندوق الزكاة، مكتبة وقاعة ومبنى لكلية الشريعة والأزهر، إضافة الى بيت للمفتي أيا كان. وجرى حينها التوقيع على المشروع بقيمة ثلاثة ملايين و60 ألف دولار. الا أن الأمور توقفت مع إنتهاء ولاية المفتي زيد في العام 2018، وبالتالي فان إعادة تفعيل هذه المشاريع وإنجازها مطلب أساسي.
ويشير عدد من المشايخ الى “أن المعركة محتدمة بين المرشحين الأساسيين، وذلك بخلاف الشائعات التي تروج للتوافق، متمنين على رئيس دائرة الأوقاف الشيخ مالك جديدة الوقوف على الحياد لكونه سيدير العملية الانتخابية، مؤكدين أن الاستحقاق الانتخابي سيكون مناسبة للتعبير عن القناعات، وإنتخاب مفتي لعكار بعد سنوات من الاجحاف”.
وتتألف الهيئة الناخبة في عكار من 172 عضوا، موزعين بين الهيئتين التشريعية والتنفيذية، والنواب السنة الثلاثة، والقضاة الشرعيين العاملين (ثلاثة قضاة)، وقاضيان مدنيان (القاضي حسين العبدالله، والقاضية رانية الأسمر)، أعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى (ثلاثة أعضاء)، مدرسـي الفتوى (11 عضوا)، المجلس الاداري في الأوقاف (9 أعضاء)، الأئمة المنفردين العاملين المثبتين والمتعاقدين والمكلفين (70 عضوا)، رؤساء وأعضاء المجلس البلدي من المسلمين السنة (72 عضوا).
Related Posts