تفشي سريع للكوليرا في ببنين.. ودعوة لاقفال المدارس… نجلة حمود

لم تعد تنفع الاجراءات التي تتخذها بلدية ببنين للحد من إنتشار وباء الكوليرا في البلدة التي يقارب عدد سكانها الـ 60 ألف نسمة، يعيش غالبيتهم في ظروف غير صحية نتيجة تلوث مصادر المياه في البلدة. وبالرغم من المحاولات التي كان يسعى عبرها المعنيون للتخفيف من حالة الهلع والعمل لرفع مستوى الوعي والاجراءات الوقائية، الا أنه سرعان ما تم الاستسلام وأعلن رئيس رئيس بلدية ببنين ـ العبدة الدكتور كفاح الكسار ضرورة إتخاذ إجراءات أكثر تشددا وإقفال المدارس لمدة أسبوع في محاولة للسيطرة على الوضع، وتأتي هذه الاجراءات بعد وفاة ستة مواطنين وبعد تحول عدد من الأحياء في البلدة الى موبوءة إضافة الى إرتفاع عدد المرضى القابعين في غرف العناية الفائقة والذين توزعوا على مستشفيات حلبا الحكومي، وطرابلس والمنية.

وبالرغم من عدم وجود عدد رسمي للمصابين، الا أن التقديرات للذين ظهرت عليهم عوارض الكوليرا باتت بالمئات، وفق تأكيد المواطنين وأهالي البلدة الذين يستغيثون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويغلنون ارتفاع الاصابات. 

وبالرغم، من الاعتراف بأن بداية الحل في ببنين تكمن بتأمين مصادر مياه نظيقة للمواطنين، حيث تبين أن سبب التلوث الأساسي هي قناة ريّ البارد (التي تخترق بلدة ببنين وغالبية بلدات ساحل القيطع وهي: المحمرة، ببنين، وادي الجاموس، برج العرب ودير دلوم وصولاً إلى سهل عكار حيث تروي أجزاء كبيرة منه)، السبب الأساس للتلوّث.

أنشئت قناة ريّ البارد عام 1971، بهدف ريّ عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية لتعود بالخير على المزارعين، وذلك بإشراف مؤسسة مياه لبنان الشمالي المخوّلة متابعة المشروع والإشراف عليه وتنظيفه. لكنّها تحوّلت مع مرور السنين إلى مكبّ لشتى أنواع النفايات، بدءاً بالنفايات المنزلية، مروراً بالنايلون الخاص بالمشاريع الزراعية وحتى فضلات المسالخ، وصولاً إلى المياه المبتذلة والصرف الصحي الموصولة مباشرة بقساطل إلى القنوات، وفي الجهة المقابلة تظهر خراطيم المياه المخصصة لشفط المياه من القناة إلى داخل المنازل بهدف الاستخدام المنزلي وريّ المزروعات!

وتفاقمت المشكلة عقب إنشاء مخيمات عشوائية للنازحين السوريين على امتداد البلدة، فبات الوباء داخل كل حي.

وكانت وزارة الصحة العامة سبق أن أعلنت أنّ “المياه الملوّثة هي واحدة من الأسباب الأساسية لانتشار الوباء، إذ سجّلت الفحوص التي أجرتها وزارة الصحة العامة تلوّث مياه في عدد من الينابيع من بينها نبع الريحانية في الشمال ونبع عين فاعور في ببنين”.

وعمد الوزير فراس أبيض خلال جولته في بلدة ببنين يرافقه مدير مصلحة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد الى التأكيد على أن الهدف الأساسي حاليا هو تأمين المياه النظيفة، لأن ما يحصل الآن هو غياب المياه المكررة التي تعقم بمادة الكلور من الدولة، ما يدفع المواطنين للجوء لمياه غير نظيفة، مؤكدا أننا نسعى مع شركائنا الدوليين على توزيع مادة الكلور على المنازل، لتعقيم المياه أو اللجوء إلى صهاريج مياه بالتعاون مع الصليب الأحمر والبلدية، لفحص المياه والتأكد من سلامتها وتعقيمها”.

من جهته وعد عبيد بأن الحل سيكون خلال أسبوعين وهي المدة التي من المفترض خلالها تأمين مياه نظيفة للأهالي بالتنسيق مع اليونيسف، “لحلّ مشكلة البئر الاستكشافية وإعادة ضخ مياه الدولة إلى المنازل في بلدة ببنين، ما سيحلّ مشكلة التلوّث، إذ إن الأهالي عمدوا منذ خمسة أشهر إلى تأمين المياه بالوسائل التقليدية، غير آبهين بمدى نظافتها، وكلّ ذلك بسبب سرقة محطة الضخ الأساسية في البلدة”.

كما أشار أبيض الى ضرورة الاسراع في إنشاء مستشفى ميداني في البلدة الشمالية، لتلافي تأخير وصول المرضى إلى مستشفيات المنطقة، والتخفيف من الاكتظاظ في المستشفيات”.

ومساء، ناشد الكسار وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، إعطاء أوامر سريعة لإقفال المدارس الرسمية والخاصة في بلدة ببنين لمدة اسبوع واحد، مؤكدا أن “القضية باتت جدية جدا ولم تعد ابدا مزحة”، مشددا على ان “المدراس بيئة حاضنة لإنتشار الوباء وتفشيه سريعا”. واكد على ضرورة الإسراع في هذا القرار “لتتمكن الجهات المعنية من إجراء جميع الإحتياطات الصحية المطلوبة للحد من انتشار الوباء الذي بدأ يتفشى بصورة غير مسبوقة، خصوصا وأن جميع المراكز الطبية والمستشفيات باتت عاجزة عن إستقبال اي حالة، لدرجة الإضطرار الى ارسال الممرضين والاطباء وفرق الإسعاف الى المنازل للاشراف على المرضى وإعطائهم العلاج المناسب في المنزل”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal