عكار.. معركة سياسية – دينية حامية يحسمها المفتي زكريا… نجلة حمود

لم تنجح كل محاولات إستمالة الهيئة الناخبة في محافظة عكار،( 172 ناخبا، صوّت منهم 168)، للتصويت لصالح المفتي السابق أسامة الرفاعي، كما لم تفلح التدخلات السياسية من قبل النائب وليد البعريني وعضو هيئة مكتب الرئيس سعد الحريري سامر حدارة في تأمين النجاح للمفتي الرفاعي الذي حصد 66 صوتا مقابل 96 صوتا لصالح المفتي زيد بكار زكريا.

كما لم تتمكن كل الشائعات التي حيكت بوجه المفتي زكريا من تغيير الرأي العام في عكار الذي قام بحملة تضامن على مواقع التواصل الاجتماعي مع المفتي زكريا، فأعلن فوزه ووزعت صوره قبل أيام من الاستحقاق.

سيطر نوع من الارباك على النائب وليد البعريني الذي إتخذ خيارا مضادا لكل التوقعات ومضى بدعم الشيخ الرفاعي في وجه إبن بلدته المفتي زكريا، وهو ما أتى بنتائج عكسية أدت الى إضعاف الرفاعي الغائب عن الساحة العكارية.

التجربة الناجحة للمفتي زكريا، وحضوره القوي في مختلف الاستحقاقات في عكار إضافة الى الخدمات التي يقدمها عبر مؤسساته الاغاثية، جعلت الناخبين يجاهرون برأيهم في الباحة الخارجية لدائرة الأوقاف الاسلامية، في حين إحتفظ مؤيدو الشيخ أسامة برأيهم خوفا من كشف أوراقهم وسط أجواء حماسية لصالح المفتي زكريا.

لم تتأخر العملية الانتخابية التي شهدت حضورا قويا للناخبين منذ إفتتاح الصندوق خلال الساعة العاشرة، وهو ما عكس الحماوة الانتخابية التي إحتسبت بالصوت جراء الانقسام السياسي الحاد، وبالرغم من إعلان مختلف الفاعليات السياسية والدينية أن المعركة ديقراطية والفرحة كبيرة بانجاز الاستحقاق بعد إجحاف دام 47 عاما، الا أن السياسيين تربصوا لبعضهم البعض، وفي وقت جاهر البعريني برأيه وقام بتشكيل الماكينة الانتخابية للرفاعي، الا أن نائبي عكار محمد سليمان ومحمد يحي خاضا معركة زكريا بهدوء وحذر من دون تسجيل أية هفوات وهو ما أدى الى وجود بلوكات إنتخابية في مناطق الدريب الأوسط والأعلى ووادي خالد وحتى في منطقة جبل أكروم.

حشد البعريني كل إمكاناته وطاقته بهدف عزل المفتي زكريا وتحجيم الزعامات في فنيدق، وذلك في محاولة لاسترجاع الخسارة التي مني بها في الانتخابات النيابية والتي أظهرت وجود منافس قوي له في منطقة جرد القيطع، (محمد بدرا الذي حصد ما يقارب الـ10 آلاف صوت مقابل 11 ألفا للنائب البعريني)، الأمر الذي يقلق النائب البعريني، وبدل أن يأتي العمل ثماره إنعكست الأمور، وبات البعريني يشعر أن الزعامة العائلية في خطر، خصوصا أن عائلة البعريني ووالده النائب السابق وجيه البعريني لم يكن موافقا على خيار الابن بالوقوف ضد إبن بلدته، وهو ما ستكون له أثمان سياسية في المستقبل. وبدل أن يعمل البعريني على لم شمل بلدته والبحث حول أسباب إنخفاض شعبيته الى ما دون النصف، حفر عميقا في تعميق الخلاف وترك ندوبا سيصعب إزالتها.  

وفور إعلان الفوز إحتفلت بلدات جرد القيطع بإطلاق النار بكثافة ما دفع المفتي زكريا الى توجيه رسالة لأهله طالبا منهم التعبير عن الفرح بالسجود والشكر وإدخال السرور الى قلوب الآخرين، وليس بإقلاق الراحة أو إضرار الناس وإزعاجهم. ولم يمر إطلاق النار والقذائف من دون أضرار إذ سجل سقوط قذيفة أربي جي على منزل في بلدة القرنة، وسارع بدرا بالاعلان عن أنه سيقوم بإصلاح كل الأضرار، واضعا رقم هاتف لتلقي الشكاوى والتبليغ عن الأضرار.  

وعقب فوزه أكد المفتي زيد زكريا في أول تصريح له “أن عكار أنجزت الاستحقاق الديمقراطي الذي طال إنتظاره بنجاح وتميز، والافتاء مظلة لمصالح الناس في المنطقة، وللنهوض بمصالح الجهاز الديني، والأوقاف، والتلاقي مع شركائنا في هذا الوطن، مؤكدا أننا في زمن عصيب، زمن الشغور الرئاسي، ولكن تعويلنا هو على حكمة الناس وتجاوبهم”.

وختم: “أعلم أن بانتظاري ملفات كبيرة، ولكن أعلن أن يدي ممدودة للعمل والتلاقي مع الجميع، مؤكدا أن الزمن ليس زمن تصفية حسابات، وانما للعمل وفتح صفحة جديدة”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal