في الرئاسة.. باسيل وجعجع وجهان لعملة واحدة غير قابلة للصرف!… غسان ريفي

يتنافس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في رفع السقوف السياسية حول ملف رئاسة الجمهورية، حيث يتبادلان الاتهامات وينزع كل واحد منهما عن الآخر المواصفات المطلوبة، ويضعان الفريقان المسيحيان الأكثر حضورا وشعبية في وجه بعضهما البعض ما يؤدي الى إضعافهما بسبب هذا النزاع الذي سيكون نتيجته الفشل.  

تفنن سمير جعجع في كلمته التي ألقاها في إحياء ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، في الانقضاض على عهد الرئيس ميشال عون، وأطلق مواقف نارية باتجاه النائب جبران باسيل بهدف قطع طريق بعبدا أمامه، وطرح المواصفات الرئاسية المفصلة على قياسه محاولا بشكل غير مباشر إقناع قوى المعارضة بأن يكون خيارها كونه الوحيد القادر على المواجهة والتحدي.

اليوم، يستعد جبران باسيل في الكلمة التي من المفترض أن يلقيها لرد الصاع صاعين على جعجع، حيث تشير المعلومات الى أنه سيطلق مواقف نارية تجاهه لن تخلو من تكرار الاتهامات له بالعمالة والاجرام وتقسيم اللبنانيين وربما ما خفيَ كان أعظم وهو ما سيكشف عنه باسيل في كلمته التي يسبقها تسخين كبير على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري التيار والقوات.

ربما يخفى على المرشحين الطبيعيين لرئاسة الجمهورية أن معارك “طواحين الهواء” المستعرة بينهما لن تجدي نفعا وهي من شأنها أن تضع الشارع المسيحي على فوهة بركان بفعل التحريض الذي لا بد وأن ينفجر في حال إستمر على هذا المنوال، خصوصا أن الحظوظ الرئاسية لكل منهما قد تكون معدومة في ظل موازين القوى السياسية القائمة في البلاد. 

من جهته يُدرك باسيل أن لا حليف له بين القوى السياسية سوى حزب الله الذي يبدو حتى الآن أنه لا يرغب بتبني أو بدعم ترشيح أي كان للرئاسة، ويفتش عن تسوية معينة من المؤكد أن باسيل خارجها، ما يعني أن رئيس التيار لا يمتلك سوى أصوات تكتل “لبنان القوي” الذي قد يعيد بعض نوابه حساباتهم عندما تدق ساعة الحقيقة، أما سائر الكتل النيابية فلا تضع باسيل في أي من حساباتها إنطلاقا من رفضها المطلق له.

ولا يختلف جعجع عن باسيل من حيث التحالفات حيث لا حليف له من كل القوى التقليدية التي ترفض مجرد الحديث بترشيحه، لذلك يحرص على أن يغرد منفردا ليُقدم نفسه الى قوى المعارضة بلحن سياسي جميل، من دون أن ينجح في إستمالتها، خصوصا أن قوى التغيير تعتبر أن جعجع أحد رموز المنظومة التي أوصلت البلاد الى الانهيار، فيما المجموعات النيابية السيادية تحرص على مجاملته اليوم، لكن عند الاستحقاق سيكون لكل منها مرشح رئاسي سواء منها أو وفقا لما تقتضيه مصلحتها.

يمكن القول، إن جعجع بالرغم من النبرة المرتفعة والسقوف السياسية العالية لم ينجح في إقناع أحد حتى الآن بترشيحه سوى أعضاء كتلته النيابية، كون الجميع يعرف أن جعجع لم يولد سياسيا قبل فترة، وقد فوجئ بما هو حاصل في البلاد، بل هو كان شريكا مضاربا في حكومات وفاعلا في أخرى وكان مشاركا في الحكومة التي أسقطتها ثورة 17 تشرين، وهو يتحمل وزر ما وصل إليه اللبنانيون من إنهيار وفقر وجوع وبطالة ويأس، كونه ساهم في إيصال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية بعدما تبنى ترشيحه على وقع تفاهم معراب الذي قسم غنائم المسيحيين بين التيار والقوات قبل أن يختلفا على القسمة ويتفرق العشاق.

تقول مصادر سياسية مواكبة، إن جعجع وباسيل هما وجهان لعملة واحدة غير قابلة للصرف، وبالتالي فإن المعارك التي يخوضانها لن تساهم في إيصال أي منهما الى ما يصبو إليه، لكنها قد تؤدي فيما بعد الى إيصال رئيس للجمهورية بمعزل عنهما. 


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal