تراجعٌ مؤكّدٌ لنسب الإقتراع.. فكيف ستؤثّر على النّتائج؟... عبد الكافي الصمد

تشير أغلب التوقّعات المتعلقة بالإنتخابات النيابيّة المقرّرة في 15 أيّار المقبل إلى أنّ النسبة المئوية للإقتراع ستشهد إنخفاضاً ملحوظاً بمعدل 5 نقاط على الأقل، أو حتّى أكثر من ذلك وصولاً إلى 10 نقاط كما توقّع بعض آخر، وهو إنخفاضٌ سيؤثّر بلا شكّ على النتائج النهائية للإنتخابات، بدءاً من إنخفاض الحاصل الإنتخابي، وصولاً إلى اللوائح التي يتوقع لها نتيجة ذلك أن تتجاوز العتبة الإنتخابية وتأمين فوز مرشّحيها.

أسباب الإنخفاض المتوقّعة تعود إلى جملة عوامل، من أبرزها إنسحاب الرئيس سعد الحريري من المشهد الإنتخابي وعزوف الرئيس نجيب ميقاتي عن خوض الإنتخابات، الأمر الذي انسحب على قاعدة الرئيسين والتيّارين الموالين لهما، تيّار المستقبل وتيّار العزم، وشدّة الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تقدمت على أي اعتبار آخر بالنسبة للمواطنين، وتراجع حدّة الخطاب السّياسي التي كانت في السّابق تجذب أغلب النّاخبين إلى صناديق الإقتراع، وتراجع حماسة النّاخبين حيال الإستحقاق الإنتخابي.

هذا التراجع المتوقع في نسبة الإقتراع كشفه إستطلاع للرأي أجراه في 13 نيسان الجاري، ضمن دائرة الشّمال الثانية التي تضم طرابلس والضنّية والمنية، الباحث والخبير في الشّأن الإنتخابي ورئيس مركز الإحصاء والدراسات الإستراتيجية الدكتور إيليا إيليا.

تخلص نتيجة إستطلاع الرأي إلى أنّ عدد النّاخبين الذي بلغ في هذه الدورة 377111 ناخب يتوقع أن يقترع منهم 140193 ناخب، بنسبة مئوية بلغت 37.18 في المئة، بتراجع لافت عن النسبة المئوية لانتخابات دورة عام 2018 التي بلغت 43.34 في المئة، بعدما اقترع في ذلك العام 151759 مقترع من أصل 350144 ناخب مسجل على لوائح الشّطب في الدائرة الإنتخابية المذكورة.

لكنّ هذه النسبة المئوية في أعداد النّاخبين المتوقعة تتفاوت بين الدوائر الصغرى (طرابلس والضنّية والمنية) ضمن الدائرة الكبيرة المذكورة. إذ يشير إستطلاع الرأي المذكور إلى أنّ نسبة الإقتراع المتوقعة في طرابلس سوف تكون بحدود 34.11 في المئة، بعد اقتراع متوقع لـ86791 مقترع من أصل 254438 ناخب مسجلين على لوائح الشطب، بينما ستكون النسبة المئوية في المنية 39.46 في المئة، لأنّه يتوقع أن يقترع 18944 مقترع من أصل 48008 ناخبين مسجلين على لوائح الشّطب، في حين سترتفع النسبة المتوقعة في الضنّية إلى 46.15 في المئة، إذ سيقترع حسب التوقعات 34458 مقترع من أصل 74665 ناخب مسجلين على لوائح الشّطب.

هذا التفاوت في نسب الإقتراع بين الدوائر الصغرى المذكورة كان سُجّل في دورة إنتخابات عام 2018. إذ اقترع قبل أربع سنوات في طرابلس 94047 مقترعاً من أصل 237330 ناخب مسجل على لوائح الشّطب بنسبة بلغت 39.63 في المئة، وفي المنية وصلت النسبة إلى 51.16 في المئة بعد اقتراع 22327 مقترع من أصل 44425 ناخب مسجل على لوائح الشطب، بينما ارتفعت نسبة الإقتراع في الضنية إلى 51.74 في المئة بعد اقتراع 35385 مقترع من أصل 68389 ناخب مسجل على لوائح الشطب.